أكد الكاتب والمحلل السياسي السوري، بسام هاشم، أنه على امتداد مسارات الأزمة السورية وخطوط الحرب، من المفيد أن نعي تماما أن ما حدث ويحدث في سوريا لم يكن، لحظة ما، بعيدا عن الصراع الإقليمي والدولي.
وأشار الكاتب السوري في مقال له نشرته صحيفة “البعث” السورية، إلى أن ما يحدث أيضا لم يكن أيضا بعيدا عن مسألة الصراع العربي الصهيوني، والطموحات التوسعية الخليجية الناشئة والمتمثلة بتكريس الوهابية كإيديولوجيا منتصرة مع انهيار الأنظمة الجمهورية في موجات “الربيع العربي”.
“بما في ذلك تصدير الفوائض المالية النفطية كأداة لتثبيت الهيمنة وواجهة مبهرة للبديل السياسي الموعود عقب ثلاثة عقود من الفورة النفطية والتراكمات البترودولارية الخرافية”، على حد وصف الكاتب.
واعتبر هاشم أنه ليس مجافيا للحقيقة إذا قلنا إن تكرار بعض الكليشهات الجاهزة في التعاطي مع الأزمة (الحرب على سوريا) قد يؤدي وظيفته كمسكن مريح لبعض الوقت.
وأضاف: في كل لحظات ومفاصل وتفرعات ومنعطفات الأزمة، كانت هذه الأبعاد تتجلى بكامل حضورها، وتمارس تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة، وتترك تداعياتها السلبية أو الإيجابية على أي فرصة أو بارقة حل، لتلعب أخطر وأبشع أدوارها على صعيد الإمعان في إطالة أمد الحرب.
وقال: هكذا مثلا انتقل الغربيون من مواكبة المتظاهرين الليليين المطالبين بالديمقراطية والحقوق والترنم بالاستماع لقرع الطناجر والأناشيد الطائفية باتجاه التمويل والتدريب والتسليح… والدفاع عن الإرهاب في سوريا في المحافل الدولية.
ومضى الكاتب السوري قائلا: لنشهد في ذروة هذا الصراع الحضور المباشر للقوات الأجنبية، الأمريكية والفرنسية والبريطانية والتركية، والخليجية، التي تتخذ صورة كتائب موت مجنسة من القتلة المحترفين، إلى جانب قوات محلية ارتضت العمالة الصريحة للمحررين الترامبيين؛ ليغدو هذا الحضور المباشر — اليوم — ورقة للمساومة والابتزاز الرخيصين، ليس على مستوى الساحة السورية، بل وعلى مستوى المعادلات الإقليمية إن لم نقل الدولية، ولتغدو المطالبة بخروج القوات الأجنبية من سوريا نافذة تنفذ من خلالها الإدارة الأمريكية لتصفية بعض حساباتها الإقليمية.
وخلص الكاتب هاشم إلى أن إدارة ترامب تسلك وكأن القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة ملغيان تماما عند التعاطي مع الأزمة في سوريا. وتنتهج خيارات لا تعبر إلا عن نوع مدمر ومخيف من العدمية السياسية، وتصوغ مواقف لا تعكس إلا المزيد من الانحطاط الإنساني، ولا تكشف إلا عن غياب أدنى شعور بالمسؤولية الأخلاقية.
سيريان تلغراف