رأى مقال نشرته مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية أن هناك حقيقتين تتعلقان بالحرب على سوريا كانتا غائبتين بشكل كبير عن المناقشات السياسية الحالية، وحان الوقت للاعتراف بهما وأخذهما على محمل الجد.
ويقول المقال؛ الحقيقة الأولى التي لابد من الاعتراف بها هي أن الدولة السورية تمكنت من تحقيق النصر في الحرب على الإرهاب وتمكنت من إعادة السيطرة على أغلبية الأراضي السورية، وأيضاً من تحرير جميع المدن الكبرى، ووفقاً لتقرير استخباراتي أميركي نُشر في شباط الماضي، فإن ما يسمى “المعارضة المعتدلة” المستمرة منذ سبع سنوات لم تعد قادرة على تحقيق مآربها في “إسقاط” الدولة السورية أو تحقيق أي تقدم عسكري.
وتابع المقال: أما الاعتراف الثاني فيستند بشكل كبير على ما كان قدمه سفير واشنطن السابق في كابول جيمس دوبنز في تقرير نشر في عام 2015، وأوضح خلاله أن “أي سلام في سوريا هو أفضل من الحرب الحالية”، بمعنى أنه يجب على الولايات المتحدة والدول الأخرى المتواطئة أن تعمل بشكل أساسي على إنهاء الأزمة إلى حد كبير، وهذا يعني قطع الدعم الذي تقدمه تلك الدول للتنظيمات الإرهابية في سوريا والعمل مع الدولة السورية وحتى مع حلفائها وربما دعمهم مباشرة.
ووفقاً للمجلة فإن: هذا بالطبع سيشكل انعكاساً هائلاً في السياسة إذ يبدو من الواضح أن المساعدات الخارجية للإرهابيين أدت ببساطة إلى إطالة أمد الكارثة وإذكائها بشكل منهجي، ومن جهة أخرى، ومع عودة الأمن والأمان إلى الجزء الأكبر من البلاد، سيجد العديد من اللاجئين أنه من الآمن العودة إلى بلادهم من أجل المساعدة في إعادة بنائها.
وأكدت المجلة أن الأغلبية العظمى من السوريين يفضلون العيش في الأماكن الآمنة تحت كنف الحكومة بدلاً من العيش في المناطق المشتعلة التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين، ووفقاً لما أشار إليه في عام 2014 غراهام فولر الذي شغل منصب نائب رئيس مجلس الاستخبارات القومي في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فإن أغلبية الشعب السوري يلتفون حول قيادتهم ويخشون من اندلاع أي فوضى داخلية في حال “تغيير” تلك القيادة.
سيريان تلغراف