أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري حرر ثلثي أراضي منطقة اليرموك جنوبي اليرموك من الجماعات الإرهابية، متهمة الولايات المتحدة بمنع إيصال المساعدات الإنسانية للركبان والرقة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، في مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة حول التطورات الأخيرة في سوريا: “تكمل القوات السورية الحكومية عمليتها لتحرير منطقة المخيم السابق للاجئين الفلسطينيين في اليرموك بريف دمشق الجنوبي من التنظيمات الإرهابية، وتحولت هذه المنطقة خلال السنوات الـ6 الماضية إلى وكر للإرهابيين من داعش، الذين وصلوا إليها بعد دحر تشكيلات التنظيم في مناطق مختلفة بسوريا”.
وأوضح كوناشينكوف: “حتى الوقت الحالي تم شطر إرهابيي داعش في الجانب الغربي من اليرموك، وتجري المرحلة النهائية من دحر مجموعات داعش المبعثرة، إذ سيطرت القوات الحكومية على أكثر من 65 بالمئة من أراضي هذه المنطقة”.
وشددت وزارة الدفاع في البيان على أن إكمال هذه العملية سيعني تحرير كامل أراضي ريف دمشق من الإرهابيين وسيطرة القوات الحكومية عليها.
على صعيد آخر، اتهمت الدفاع الروسية، على لسان كوناشينكوف، الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بأنها لا تسعى لتقديم مساعدة حقيقية للسوريين، معتبرة أن جميع تصريحاتها حول ذلك ليست سوى “كلام فارغ”.
وبين كوناشينكوف أن حجم “المساعدات الإنسانية الدولية” إلى المناطق، التي تقع في قبضة المعارضة الرافضة للمصالحة، يفوق بنسبة 34 مرة الإغاثة الموصلة إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية والتي يقطنها 90 بالمئة من سكان سوريا.
وأشار المتحدث باسم الدفاع الروسية إلى أن وضعا إنسانيا حادا بشكل خاص لا يزال مستمرا في المناطق، التي تسيطر عليها القوات الأمريكية وتم تحريرها من قبضة “داعش”، موضحا أن الحديث يدور بالدرجة الأولى عن مخيم الركبان للنازحين السوريين في منطقة التنف الجنوبية وكذلك مدينة الرقة، “العاصمة” السابقة لـ”دولة الخلافة”.
وتابع كوناشينكوف: “على الرغم من التصريحات الباعثة على الأمل، التي تم الإدلاء بها سابقا، يواصل ممثلو الولايات المتحدة عرقلة كل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان للنازحين، الذي يقيم فيه 59 ألف سوري يعانون من حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، وغالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين”.
وأردف موضحا: “إن القيادة الإقليمية للجيش الأمريكي ترفض ضمان أمن وصول قافلات المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى التنف، وتصر على ضرورة تسليم كل الأغذية والماء والمستلزمات الأساسية لمجموعات المسلحين الموالية للأمريكيين فقط”.
ولفت كوناشينكوف إلى أن وضعا ليس أسهل ما زال يسود الرقة، التي “تحولت بعد غارات ما يسمى بالتحالف الدولي إلى مدينة أشباح”.
وأضاف: “إن سكان الرقة محرومون، منذ تحريرها من قبضة الإرهابيين، من أي إمكانية للحصول على مساعدات إنسانية بسبب عدم رغبة الولايات المتحدة في السماح للقافلات الإنسانية التابعة للسلطات السورية بالدخول إليها، ومع ذلك لا يقدم أي من الولايات المتحدة أو شركائها في التحالف أي مساعدة للسكان المحليين”.
الدفاع الروسية: انتهاء عمل بعثة حظر الكيميائي في دوما
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن “انتهاء عمل بعثة خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما”، والتي عملت على تدقيق المعلومات حول الهجوم الكيميائي المزعوم هناك يوم 7 أبريل.
وشدد كوناشينكوف على أن “ضباط المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا والشرطة العسكرية الروسية ضمنت تأمين كل المواد والمواقع المتعلقة بالهجوم المفترض، التي تم العثور عليها في دوما بعد تحريرها من المسلحين”.
وقدم الجانبان الروسي والسوري للخبراء، حسب كوناشينكوف، إمكانية للوصول الكامل ودون أي عراقيل إلى جميع المواقع والمباني، التي اهتموا بها، وعملوا فيها على مدار وقت حددوه بأنفسهم.
وأكد كوناشينكوف على أن “العسكريين الروس اتخذوا جميع الإجراءات الضرورية لضمان أمن بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية خلال عملها في دوما.. وذلك على الرغم من وجود خطر على حياتهم”.
وبين المتحدث باسم الدفاع الروسية أن “خبراء المنظمة زاروا في دوما شقتين يفترض أنهما شهدتا استخداما للمواد السامة، حيث جمعوا عينات ضرورية، بالإضافة إلى مختبر للإرهابيين ومستودعا للمواد الكيميائية”.
وأضاف أنهم “زاروا أيضا مستشفى دوما، حيث استجوبوا أهالي محليين وبعض المشاركين في تصوير الفيديو المفبرك لأعضاء منظمة الخوذ البيضاء، وأخذوا العينات اللازمة”.
سيريان تلغراف