اكتشف العلماء الهيليوم في الغلاف الجوي للكواكب خارج المجموعة الشمسية، لأول مرة.
ويعد الهيليوم أحد أكثر العناصر شيوعا في الكون، ولكنه لم يشاهد حتى الآن في الغلاف الجوي للكواكب خارج المجموعة الشمسية.
وكانت قوة الإشارة المكتشفة كبيرة، لدرجة أن العلماء يعتقدون أن الغلاف الجوي العلوي لكوكب ما يمكن أن يمتد عشرات الآلاف من الأميال إلى الفضاء.
ووجد فريق دولي من علماء الفلك بقيادة طالب دكتوراه من جامعة إكستر، أدلة على وجود غاز خامل على الكوكب الخارجي “WASP-107b” الذي يبعد نحو 200 سنة ضوئية عن الأرض، حيث يقع في كوكبة العذراء.
وتم الاكتشاف عن طريق تلسكوب الفضاء “هابل” والذي رصد وفرة من الهيليوم في الغلاف الجوي العلوي للكوكب.
ويعد الهيليوم ثاني أكثر العناصر شيوعا في الكون، ومنذ فترة طويلة، تم التنبؤ بأنه من أكثر الغازات التي يمكن اكتشافها بسهولة على الكواكب الخارجية العملاقة، بل هو مكون رئيسي للعملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
ويتوقع العلماء العثور على الهيليوم في عمالقة الغاز في أماكن أخرى من الكون، ولكن عمليات البحث حتى الآن لم تكلل بالنجاح، لذلك يعد البحث الجديد، الأول من نوعه الذي يتم فيه العثور على الغاز بنجاح على كوكب خارج نظامنا الشمسي.
ويعتقد فريق العلماء أن هذا البحث الرائد يمكن أن يمهد الطريق لاكتشاف المزيد حول الكواكب الخارجية ذات الأحجام المماثلة للأرض في جميع أنحاء المجرة.
واعتمد فريق العلماء طريقة جديدة تستخدم الأشعة تحت الحمراء، وليس الأشعة فوق البنفسجية التقليدية، ليحققوا هذا الاكتشاف.
وقالت طالبة الدكتوراه في علم الفلك في جامعة إكستر، جيسيكا سباك: “نأمل في استخدام هذه التقنية مع تلسكوب جيمس ويب الفضائي القادم، على سبيل المثال، لمعرفة نوع الكواكب التي تحتوي على أغلفة كبيرة من الهيدروجين والهليوم، ومتى يمكن للكواكب التمسك بأجوائها”.
وأضافت سباك أنه “من خلال قياس ضوء الأشعة تحت الحمراء، يمكننا أن نرى المزيد في الفضاء أكثر من استخدام الأشعة فوق البنفسجية”.
والجدير بالذكر أن “WASP-107b” ذو كثافة منخفضة للغاية، وهو مماثل في الحجم لكوكب المشتري، ولكن بنسبة 12% فقط من كتلته، وقد اكتشف الهيليوم فيه عن طريق تحليل طيف الضوء الذي جعله يمر عبر الغلاف الجوي للكوكب.
سيريان تلغراف