تحت العنوان أعلاه، كتبت سفيتلانا غومزيكوفا، في “سفوبودنايا بريسا”، حول امتناع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن المساعدة في إعادة إعمار سوريا، واستغلال أردوغان للوضع.
وجاء في المقال: لن يساهم الاتحاد الأوروبي في إعادة إعمار سوريا قبل أن تبدأ العملية السياسية في البلاد. صرحت بذلك رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغريني، في المؤتمر الدولي للمانحين من أجل الجمهورية العربية السورية الذي نظمه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، والذي بدأ أعماله في بروكسل في 25 أبريل.
وسبق أن اعتمدت الولايات المتحدة قانونا خاصا يحظر المساعدة في إعادة إعمار المناطق السورية الخاضعة لسيطرة السلطات الرسمية. في الوقت نفسه، يقول نص الوثيقة إن المناطق التي لا يسيطر عليها الأسد سوف يساعدها الأمريكيون.
وفي الصدد، يقول نائب مدير معهد الدراسات الاستراتيجية والتنبؤات بجامعة الصداقة في موسكو، نيكيتا دانيوك، إن الاتحاد الأوروبي لا يتمتع بالسيادة في سياسته الخارجية، ويضيف:
أوروبا، تمامًا مثل الولايات المتحدة، غير مهتمة في أن تصبح سوريا التي مرت بحرب أهلية، حيث قضي على أكبر مكون إرهابي، دولة قوية.
من ناحية أخرى، يختلف موقف بروكسل تجاه سوريا عن موقف واشنطن، ذلك أن الحرب في سوريا أصبحت أحد أسباب تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
ولكن موقف موغيريني، القاضي بعدم المساعدة في إعمار سوريا، مقابل إعطاء تركيا 3 مليارات يورو لاحتواء اللاجئين السوريين، لا يتوافق مع مصالح الأوروبيين أنفسهم، فماذا لو سئم أردوغان؟
الاتحاد الأوروبي، ليس لديه أي وزن سياسي جدي من أجل محاولة لعب دور مستقل في هذا الوضع برمته. علاوة على ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي، كما نعلم، لديه علاقات معقدة بما يكفي مع الجمهورية التركية.
في الجوهر، تكلفة أزمة الهجرة يجب أن يتحملها الاتحاد الأوروبي للحفاظ على ولاء الولايات المتحدة، و”المظلة الأمنية” الأمريكية، التي تعد بالنسبة لبروكسل الضامن الرئيس للتمتع ببعض الحضور العسكري السياسي.
أي أن أردوغان سيبقي أوروبا “عالقة في السنارة”، لأن الوضع الحالي مع اللاجئين يناسب المسؤولين الأوروبيين؟
بل سوف يبتز (أوروبا)، كما يفعل من حيث المبدأ. فالاتحاد الأوروبي، في هذه المعضلة، في وضع أكثر حساسية من تركيا نفسها.
سيريان تلغراف