ناقشت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الوضع السوري بعد الضربات الصاروخية التي وجّهتها الدول الثلاث (أمريكا وفرنسا وبريطانيا) إلى منشآت سورية، مشيرة إلى الحل الوحيد للأزمة السورية.
وقالت الصحيفة إنه لم يتغير شيء بالنسبة لمعظم السوريين الذين قضوا سنوات يُعانون من الحرب بعد شن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الضربات الصاروخية.
حل الأزمة الوحيد
تضيف الصحيفة إنه بعد سبع سنوات من الحرب، يرى البعض أن الطريق الوحيد الواقعي لوقف الحرب، ومنع عودة تنظيم “داعش” الإرهابي، والسماح للدولة بالتحرّك إلى الأمام هو الاعتراف بأن الأسد سيبقى في السلطة والسماح له عمليا بالانتصار.
ويضيفون أنه بمجرد أن تُلقى الأسلحة، يمكن مناقشة مشكلات سوريا المهمة الأخرى، مثل القتال بين تركيا والأكراد في الشمال، وحرب الظل بين إيران وإسرائيل، وإعادة إعمار المناطق المدمرة.
وتشير الصحيفة إلى أنه لطالما كان التخلي عن كل ذلك للأسد أمرا مرفوضا في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى؛ حيث يعتقد صانعو السياسات أنه تجب معاقبته على وحشيته أثناء الحرب.
يقول جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما: “أنتم لا تعاقبون الأسد، أنتم تعاقبون السوريين الفقراء”. وأضاف: “إذا كانت أهداف أمريكا هي مواجهة الإرهاب وعودة اللاجئين، فكل ذلك سيفشل”.
يُذكَر أن الرئيس ترامب أَمر بشن ضربات عسكرية فجر السبت 14 أبريل/ نيسان، والتي نُفّذت بمشاركة بريطانيا وفرنسا، لمعاقبة الأسد بسبب مزاعم تتحدث عن هجوم كيميائي مزعوم على بلدة دوما قبل أسبوع.
هدف الضربات الأخيرة
وترى الصحيفة أن الضربة الأخيرة لم تستهدف الإطاحة بالأسد، أو إلحاق ضررا بحلفائه الإيرانيين والروس، أو حماية المدنيين من العنف. في الحقيقة، خُطِّط للضربات ونُفّذت بدقة متناهية لتجنب تغيير دينامكية الصراع على الأرض.
وتقول مها يحيى، مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت إن الحل الوحيد هو التوصل إلى تسوية بين روسيا والولايات المتحدة، والتي يمكن إشراك القوى الأخرى مثل تركيا وإيران فيها. لكن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق سيتطلب جهودا دبلوماسية كثيفة لا تهتم بها إدارة ترمب.
ضربات عبثية…لحفظ ماء الوجه
وفي تقرير آخر، تشير صحيفة “ذي أتلانتيك” الأمريكية إلى قول توبياس شنايدر الباحث في المعهد العالمي للسياسة العامة في برلين “يجب أن تدفع الأزمة المتعلقة بالهجوم في دوما إدارة ترمب إلى التساؤل عما إذا كانت الولايات المتحدة “ترسم خطوطا حمراء حول الأسلحة الكيميائية لإنقاذ ماء الوجه، أم لحفظ المعايير، أم أننا نحاول إنقاذ المدنيين؟”
ويضيف شنايدر: “من الواضح أن الولايات المتحدة وحلفاءها لن يزيحوا بشار الأسد”.
وتقول الصحيفة إنه بالنظر إلى الخيارات العسكرية غير المفضلة، توصي إيما آشفورد من معهد كاتو الأمريكي بأن تنتهج الولايات المتحدة “خطوات إنسانية ودبلوماسية” قوية مثل دعم اللاجئين السوريين وقيادة الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام في سوريا”.
ويقترح جيمس دوبينز، الممثل الخاص لأفغانستان وباكستان في إدارة أوباما، إنه على الولايات المتحدة أن تعرض انسحاب قواتها من سوريا و”تطبيع العلاقات” مع حكومة الأسد في مقابل منح الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة الحكم الذاتي داخل مناطق سيطرتهم في سوريا وخروج كل المليشيات الأجنبية، خاصة تلك المرتبطة بإيران، من البلاد.
وكتب دوبينز مؤخرا: “لقد فاز الأسد في الحرب السورية… إن الدولة السورية متحالفة بشكل وثيق مع روسيا وإيران منذ عقود من الزمن. وأفضل ما يمكن أن نأمله في هذه المرحلة المتأخرة هو أن تكون سوريا ما بعد الحرب ليست أسوأ من سوريا ما قبل الحرب”.
سيريان تلغراف