لم تعد الأنباء التي ترددت عن قصف الجيش السوري للمدنيين في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق سوى أكذوبة اكتشفها العالم وباتت ماثلة أمام منظماته وهيئاته بعد اكتشاف الجيش السوري عدة معامل وورشات داخل الغوطة الشرقية تابعة لـ”جيش الإسلام” وغيره من الفصائل المسلحة لصنع الأسلحة الكيميائية والغازات السامة والمتفجرة.
أحد هذه المعامل كان في بلدة الشيفونية بالغوطة الشرقية والذي ضبطه الجيش السوري خلال تمشيط البلدة، ويحتوي على وثائق تمثل خزان معلومات ضخم مكن الجيش السوري من التعرف على الطرق المختلفة التي اتبعها مسلحو “جيش الإسلام” في تصنيع القذائف الكيميائية والغازات السامة وغيرها.
يقول العميد فضل مريم من إدارة الوقاية الكيميائية التابعة للجيش السوري، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، “الأمر الذي لفت انتباهنا من خلال دراسة وثائق مسلحي “جيش الإسلام” في معمل الشيفونية، هو حقن منتجات طبية ورقية بالزيوت المتفجرة لتتحول إلى قوالب C4 ويغلفوها بالنايلون”.
وأضاف العميد فضل أن “الشيء الآخر الذي اكتشفناه داخل المعمل هو استخدام مادة الغليكول الموجود في مبرد السيارة بإضافة مادة الأسيتون وماء الأوكسجين في صناعة مادة تسمى نيتروغليكول، وهي مادة خطيرة جداً أقوى من مادة TNT، ويقومون بحقنها بالمنتجات الصحية الورقية لتتحول إلى قوالب يجري تخزينها، لاستخدامها لاحقا كمتفجرات.
وتابع “وجدنا أيضاً ورشة كيميائية متكاملة تضم مختبر ومعمل وغرفة لتصنيع الكلور السام وأخرى لتصنيع المواد الكيميائية المتفجرة وأخرى لتصنيع الكبسولات والصواعق، وعثرنا على وثائق ووثائق باللغة الإنجليزية تدل على وجود مسلحين وخبراء أجانب بين الإرهابيين”.
وأضاف “هم يستخدمون في التصنيع وسائل متوفرة في الأسواق لا يمكن الشك بها خلال نقلها”.
وتابع العميد فضل قائلا “عثرنا داخل المعمل التابع لجيش الاسلام على عبوات تحوي مواد أولية لصنع مادة الكلور السام وحمض السيانوجين السام.. وهناك معلومات تفيد بأن المواد قادمة من تركيا”.
وحول مهام إدارة الوقاية الكيميائية أوضح العميد فضل أنها” تقوم بمجموعة مهام بالحرب والسلم..ففي السلم تكون مهمتها التدريب على الوقاية من الأسلحة المعادية السامة لذلك كانت تسمى سابقا بإدارة الحرب الكيميائية..لأن الحرب الكيميائية والحرب الإلكترونية مستمرة حربا وسلما”.
وأضاف أن “دورنا في السلم والحرب هو التحليل ونشر الوعي حول المواد المكتشفة والبت في وجود تلوث من عدمه وإعطاء تقرير بذلك.
وتابع قائلاً العميد فضل “مهمتنا أيضا تحذير القوات عند مشاهد معينة تدل على أن العدو قد يستخدم السلاح الكيميائي، وكمثال على ذلك وردتنا خلال هذه الحرب معلومات تفيد بأن المسلحين جنوب سوريا يقومون بشراء مواد كلور الكلس والكبريت الأصفر ويقومون بتسخينها”.
وأضاف “لدينا وحدات استطلاع كيميائي للاطمئنان حيث يذهب المستطلع وأدواته لأخذ عينات والكشف عليها كما أن من مهام الإدارة أيضا تطهير المكان وأعمال المعالجة الصحية عن طريق إجراء حمامات ميدانية للجنود في حال تلوثهم بأسلحة التدمير الشامل وتعقيم الأغطية”.
العميد فضل قسم أسلحة الدمار الشامل إلى أربعة أنواع، على رأسها السلاح النووي، الذي يستخدم في انتاج أسلحة مشعة مثل تلك التي استخدمها الجيش الأميركي في العراق وتغلف به القذيفة بمادة اليورانيوم المخضب، ثم السلاح الكيميائي والسلاح البيولوجي والسلاح الحارق”.
وفي السياق نبه القائد العسكري السوري إلى أن بلاده ليست بحاجة إلى امتلاك أسلحة كيميائية “لأنها امتلكت سلاح توازن رعب ضد العدو الإسرائيلي الذي يملك السلاح الكيميائي والنووي.”
وفي سياق متصل، أشار العميد فضل إلى أن “غاز السارين الذي استخدمه المسلحون في خان العسل بريف حلب عبارة عن مادة متطايرة تبخرت بعد ساعة والدلائل كانت عن طريق العبوات وصواريخهم والأعراض التي ظهرت على المرضى من حدقة العين والذي هو دليل على استنشاق مادة سامة عصبية.. وقمة المرض هو وقف القلب لأن المادة السامة العصبية تلتحم مع خلية نقل السيالة العصبية وتمنع عمل الخلية المفككة وبالتالي يستمر التنبيه العصبي لكل عضو في الإنسان ومنها القلب حتى الشلل ويتوقف القلب عن العمل وبالتالي يموت الشخص”.
وتابع قائلا إن “إدارة الوقاية الكيميائية تؤمن عمل الجيش في المعارك والسلم وفي ظروف استخدام العدو السلاح الكيميائي بحيث يقي الجيش نفسه من استخدام المسلحين الأسلحة الكيميائية بحيث لأي غرض جهاز التنفس ووزنها بدلات الوقاية والتقنية وعناصر الاستطلاع الكيميائي الذين يستطلعون ويحذرون ويطهرون الأرض والملابس والعربات والمعالجة الخاصة وتطهير الطرقات من السلاح البيولوجي الذي قد يستخدم والناس نيام كما حدث في كوبا والذي استخدمه الجيش الأميركي ضد الكوريين عن طريق استخدام اتجاه الرياح عبر إرسال مواد بيولوجية لوثت الهواء.
العميد فضل قال “عثرنا على مواد كيميائية لصنع المواد المتفجرة الكيميائية لصنع المواد السامة في دير الزور وبقرية الزباري في الميادين والمعضمية بريف دمشق وقمنا بإتلافها.. كانت مواد أولية لصنع المواد المتفجرة والسامة.”
وعن المعضمية بريف دمشق قال العميد فضل “كانت هذه المواد موضوعة في قبو وكانت المنطقة تحت سيطرة المسلحين، وعندما خرج المسلحون الغرباء من المعضمية وبقيت المدينة تحت سيطرة المسلحين المحليين خاف الأهالي من هذه المواد وطلبوا مساعدة الدولة عبر وجهاء المدينة وجدنا داخل القبو ماء أكسجين وأستون وأحماض متنوعة كالكبريت والأزوت وكلور الماء وجرة معبأة بالكلور السام وكان المسلحون متخوفين جدا من هذه الجرة وطلبوا المساعدة في التخلص منها لإبعاد خطرها عنهم”.
وأضاف “قمنا بإخراجها وحولنا الأحماض إلى مواد مطهرة من المواد السامة الحربية الثابتة، كما أتلفنا جرة غاز الكلور السام في منطقة نائية عبر فتح صمام الغاز بالهواء الطلق بعد رفع الصاعق، كما استخدمنا حمض الأزوت لصناعة السماد الأزوتي”.
وختم العميد فضل بالقول “أنا متأكد من أن ما يجري هنا من تصنيع للسلاح الكيميائي سيصل إلى أي مكان في العالم”.
سيريان تلغراف