أكد المهندس حسن جنيدان مدير هيئة التخطيط الأقليمي أنه يتم العمل حسب توجيهات الحكومة بتأهيل مدخل دمشق الشمالي من عقدة بغداد إلى حرستا البانوراما، ومتابعة الأضرار التي لحقت بالطريق تمهيداً لإعادة فتحه بعد إجراء الصيانات وأعمال التأهيل المطلوبة، حيث يجري العمل على جهوزية الورشات للبدء فوراً بأعمال الصيانة بانتهاء أعمال وحدات الهندسة، وهي على أهبة الاستعداد لإنجاز الطريق وعودة الحياة إليه كشريان نقل أساسي للعاصمة دمشق، مع التأكيد على أن الحكومة أعدت كل مستلزمات إعادة الطريق الدولي دمشق حمص وصيانته وتأهيله، إضافة إلى رصد الاعتمادات اللازمة من الأموال المخصصة لإعادة الإعمار لتنفيذ خطة الصيانة للطريق الدولي.
وعن استعداد الهيئة لمرحلة إعادة الإعمار بين المهندس جنيدان أنها ستبدأ بالبنى التحتية وإنجاز وتعديل المخططات التنظيمية والحفاظ على نسبة الأراضي الزراعية، ودعم البلديات، والحاجة الملحة لتأمين الأراضي المعدة للبناء، وتجميع بعضها لبعض، ومن ثم تشييد الأبنية السكنية، مضيفاً أن مجلس الوزراء يؤكد ضرورة تفعيل عمل هيئة التخطيط الإقليمي في سورية نظراً للدور الكبير لمخرجاتها في مرحلة إعادة الإعمار، كاشفاً أن خارطة السكن الوطني بريف دمشق تشكل أهم الدراسات الصادرة عن الهيئة، وأنه تم إحداث مذكرة تفاهم مع وزارة الإدارة المحلية، وإعداد الخارطة من خلال دراسة متكاملة لكل منطقة من الناحية الاجتماعية والفيزيائية والبنى التحتية، ووثقت وجود 175 منطقة موزعة على 12 محافظة، أكبرها في محافظة ريف دمشق بـ 72 مخالفة، ووضع أولوية وآلية معالجة لكل منها، وتم تغيير الأولويات بناءً على الوضع الراهن، حيث تقوم الهيئة بإعداد دراسة لمنطقة السيدة زينب من التجمعات السكنية بمحيطها، وإيجاد الحلول برفع الكثافة السكانية من 10 آلاف إلى 20 ألف نسمة في التجمعات السكانية، مع الحفاظ على الأراضي الزراعية والاعتماد على التوسع الشاقولي، وتصل نسبة العشوائيات في ريف دمشق إلى 40% من المساكن، وتختلف الكثافات وتوزعها في مختلف المناطق العشوائية، مثلاً المناطق والتجمعات السكنية المحيطة بمنطقة السيدة زينب لا تتجاوز الكثافة 250 نسمة بالهكتار، وأما في منطقة الدخانية القريبة من الدويلعة تقترب الكثافة من 700 نسمة بالهكتار.
وأشار المهندس جنيدان أن السبب يعود في ذلك إلى لجوء المواطنين إلى المحافظات الأقوى اقتصادياً وتجارياً وخدمياً بحثاً عن فرص عمل لا تتوافر في المحافظات التي أتوا منها، بالتالي يكون الحل في إيجاد مسببات العيش الرغيد التي تحد من الهجرة الداخلية، كما يمكن معالجة المخالفات من خلال السماح ببناء أبنية من طابقين أو أبنية برجية اعتماداً على الكثافة السكانية، وتعد الخارطة الوطنية للسكن العشوائي أهم إنجازات الهيئة الذي أنجز بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية.
وقامت الهيئة بدراسة لتطوير 7 أقاليم على امتداد مساحة القطر، وتم وضع حدود لهذه الأقاليم لا تتعلق بالحدود الإدارية، مثلاً الإقليم الشرقي الذي يشمل كلاً من الرقة ودير الزور والحسكة، والإقليم الشمالي يضم إدلب وحلب، والأوسط سيضم حمص وحماة، وإقليم الساحل، والإقليم الجنوبي، وإقليم دمشق الكبرى، وإقليم جديد لتنمية البادية وجذب السكان إليها وبخاصة أنها منطقة قليلة الكثافة.
وأما التقسيم فقد تم بناء على دراسات اقتصادية وتنموية وطبيعية بحيث يتمكن كل إقليم من النهوض بنفسه، حيث تكون دمشق عاصمة إدارية، وحلب ستكون مدينة صناعية بامتياز ليس فقط على مستوى سورية وإنما على مستوى الوطن العربي، وإقليم البادية سوف يحدث فيه ما يسمى البارك الوطني والذي سيضم العديد من النباتات والحيوانات النادرة الموجودة في سورية وسيصبح بمثابة محمية طبيعية، أما درعا ستكون مدينة زراعية وصناعية غذائية، والساحل فسيكون منطقة سياحية بامتياز كما أن اكتشاف النفط سيحوله إلى منطقة نفطية، وفي السويداء يتم الإعداد لمنطقة سياحية وزراعية أيضاً، وإدلب منطقة زراعية بالإضافة إلى الصناعات التي تنمي صناعات حلب، وحمص منطقة وسطى صناعية بامتياز ومن الممكن تحويل بعض الصناعات الكيميائية كتكرير النفط مثلاً إلى البادية، كي لا يجتمع التلوث في المصفاة وفي غرب المدينة وكذلك الأمر بالنسبة لمدينة حماة، ودير الزور منطقة سياحة ونفط بالإضافة إلى العمل على إيجاد جامعة شاملة لكل الفروع بشكل لا يضطر فيه طلاب دير الزور إلى الانتقال إلى جامعات في كل من حمص ودمشق ومدن أخرى.
سيريان تلغراف