“فخ للقوات الأمريكية في سنجار. هل تقوّم تركيا بعملية مربحة لثلاثة أطراف”، عنوان مقال يفغيني دامانتسيف، في “فوينيه أوبزرينيه”، حول مكاسب دمشق وموسكو من العملية التركية في سنجار.
وجاء في المقال: ليس من قبيل الصدفة أن يتكرر الحديث عن اهتمام القوات البرية التركية باحتلال مدينة سنجار في تصريحات الرئيس التركي.
تستمر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في دعم كل من حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية في سوريا (على الضفة الشرقية لنهر الفرات)، والتي يجري تشكيل “جناح” عسكري منها في محافظة الحسكة وتدريبه من أجل المواجهة القادمة مع الجيش العربي السوري على الضفة الغربية لنهر الفرات.
العملية العسكرية، التي أعلنها أردوغان، في 26 مارس، ودخلت بالفعل مرحلتها الأولى، على مدينة سنجار العراقية، ستجلب الكثير من المكافآت التشغيلية الاستراتيجية، لموسكو ودمشق أكثر مما لأنقرة نفسها.
فإذا ما حسم الجيش التركي مسألة شن عملية برية في محافظة نينوى، فحينئذ سيضطر إلى اجتياز 160 كم على طول طريق إبراهيم الخليل- سنجار. احتلال سنجار، سيؤدي إلى حل المشكلة الاستراتيجية الأكثر أهمية بالنسبة لروسيا وسوريا وتركيا، وهي وقف نقل العدد الكبير من المركبات الخفيفة والثقيلة المدرعة التابعة للقوات المسلحة الأمريكية إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، وعدم السماح بإيصال قوافل الشحنات العسكرية الأمريكية من مضادات الدروع والأسلحة الخفيفة إلى قوات سوريا الديمقراطية.
في الواقع، سيؤدي ذلك إلى تخفيض القدرات الهجومية لـ”الجيش السوري الجديد” الذي شكله المدربون الأمريكيون إلى الحد الأدنى، ما سيسمح للجيش السوري والوحدة العسكرية الروسية على الضفة الغربية لنهر الفرات بتفوق نسبي.. فاحتلال سنجار من قبل الجيش التركي النظامي سيغلق هذا “الشريان” المهم بالنسبة للبنتاغون، والذي سمحت بغداد باستغلاله في حينه.
ويصل كاتب المقال إلى التالي: لكن السؤال يبقى بعيدًا عن الحل في صالحنا، لأن رئيس الوزراء وقائد القوات المسلحة العراقية، حيدر العبادي…أعطى أمس أمرًا بنقل أقوى “تشكيل دفاعي في الجيش العراقي” إلى الحدود العراقية التركية، على خلفية التهديد بالهجوم. فهل ستقدم تركيا على مثل هذه العملية العسكرية الجذابة؟ من شأن الأيام القليلة القادمة الإجابة عن السؤال.
سيريان تلغراف