بعد ساعات معدودة من إعلان إسرائيل مسؤوليتها عن تدمير مفاعل الكبر النووي في سوريا عام 2007، نشر مركز دراسات أمريكي نتائج تحقيقه في تقارير عن إنشاء حكومة دمشق موقعا نوويا ثانيا.
وأكد مركز دراسات العلوم والأمن الدولي ومقره واشنطن، الأربعاء، أنه لا يستطيع تأكيد صدقية الخبر الذي نشرته مجلة “دير شبيغل” الألمانية الأسبوعية عام 2015، داعيا في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى إعارة الاهتمام إلى الموقع الذي من المفترض أن تعمل فيه السلطات السورية بدعم من إيران وكوريا الشمالية على إنشاء مفاعل نووي ثان.
ويوجد هذا الموقع تحت الأرض، حسب تقرير المجلة الألمانية، في جبال بمنطقة القصير التابعة لمحافظة حمص، وهو موصول بمحطة كهربائية ومصدر مياه، حيث يعتقد الخبراء، استنادا إلى صور من الأقمار الفضائية، أنه مخصص لتخصيب اليورانيوم، وتم تركيب ثمانية آلاف قضيب وقود فيه.
لكن الخبراء الأمريكيين أشاروا إلى أن الصور المتاحة لا تستطيع تثبيت صدقية هذه الافتراضات وهدف الموقع لا يزال مجهولا، بالرغم من تطابق بعض الملاحظات مع استنتاجات المجلة الألمانية.
وذكر المركز أن إنشاء موقع نووي تحت أرضي خاص بتخصيب اليورانيوم ليس أمرا مستحيلا، لكنه مشروع هندسي في غاية الصعوبة كان سيتطلب مساعدات خارجية، وخاصة من كوريا الشمالية وربما من إيران.
وبهذا الخصوص، ذكّر المركز بأن بيونغ يانغ كانت قد قدمت مساعدات ملموسة إلى دمشق في إنشاء موقع الكبر النووي في محافظة دير الزور، والذي اعترفت إسرائيل مؤخرا بأنها من دمره في عام 2007.
وحذر المركز الأمريكي من أن الحكومة السورية ربما تحافظ على ما تبقى من مفاعل الكبر المدمر وغيره من برنامجها النووي العسكري السابق، وتحتفظ بالقدرة على تخصيب اليورانيوم وتصنيع الطاقة الذرية وحتى فصل البلوتونيوم.
ودعا المركز الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طرح أولويتها في إيصال مفتشيها إلى هذا الموقع الغامض، مضيفا في الوقت نفسه أنه من غير المرجح أن يستطيع الخبراء الدوليون زيارة الموقع قبل انتهاء الحرب في سوريا.
سيريان تلغراف