رفض كبير مراسلي القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني آليكس تومسون التوصيفات التي أطلقها الغرب عن الوضع في سورية وخاصة بعد تحذير مبعوث الامم المتحدة الى سورية كوفي عنان من أن سورية مقبلة على حرب اهلية شاملة.
ويعد التقرير التي بثته القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني لكبير مراسليها آليكس تومسون والموجود في سورية حاليا اول التقارير التي خالفت التحيز الصارخ لوسائل الاعلام الغربية على الرغم من تطابق تقاريره السابقة مع السياق المعهود الذي يتبنى كل ادعاءات وفبركات ما يسمى المعارضة السورية الذي قال ” لا أعتقد أن الوضع يتجه نحو حرب وشيكة وان الحولة نقطة تحول حاسمة كما أنني لم ار انشقاقات كبيرة في صفوف الجيش أو تفككا للهيكلية الدبلوماسية”.
وبدا تومسون في تقريره امس يتلمس الطريق الصحيح للوصول إلى الحقيقة على نحو جدي حيث قام مع فريقه بزيارة القرى المحيطة بالحولة.
وأوضح تومسون في تقريره أنه كان يشعر بشيء من الخوف من التوجه إلى قرى مليئة بالمسلحين بالرشاشات والسكاكين ولديهم الرغبة والاستعداد لاستخدامها ولكنه وبعد أن تأكد من أن فريق المراقبين الدوليين لم يكلفوا انفسهم عناء الذهاب إلى تلك القرى قام باستشارة الجيش والشرطة في مدينة حمص وبعد أن تلقى موافقة السلطات على التوجه إلى هناك قام بالفعل بتلك الزيارة.
وأكد الصحفي البريطاني أنه استقبل والفريق المرافق له بكل الحفاوة والدفء المعتادين في كل مكان من الريف السوري واجرى حوارات مهمة مع الناس.
ووصف تومسون الوضع قائلا.. لم يكن هناك سوى بضعة جنود وشرطي واحد لا أثر للسلاح الثقيل ولا آثار لمرور دبابات على الطريق.
ونقل كبير مراسلي القناة الرابعة البريطانية عن أهالي المنطقة شعورهم بألم كبير نتيجة المذبحة الرهيبة التي نفذتها مجموعات إرهابية مسلحة.
وبدأت بعض التقارير الإعلامية المهنية بالظهور في بعض وسائل الإعلام الغربية مخالفة بذلك السياق العام الذي رسمته دوائر صنع القرار في الغرب ولدى بعض العرب التي تستهدف تأزيم الوضع في سورية من خلال تغطيات مفبركة للأحداث وحرف الحقائق عن موضعها بهدف تبرير الحملة الغربية-العربية التي تستهدف النيل من سورية.
من جهته شرح مراسل صحيفة الاندبندنت باتريك كوكبرن والموجود ايضا في دمشق حقيقة الصور التي تنشر عبر المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية والتي تخضع لعمليات مونتاج طويلة قبل بثها.
ونقل كوكبرن في تقريره الأخير عن دبلوماسي مقيم منذ زمن طويل في دمشق تأكيده بأن الصورة التي تقدم للعالم الخارجي عن سورية عبر مقاطع الفيديو التي تنشر على موقع يوتيوب صورة مخادعة مضيفا..”على سبيل المثال عندما تظهر مظاهرة للمعارضة فإن هناك من يقوم بحذف كل الأجزاء التي تتضمن اطلاق المتظاهرين الشعارات المتطرفة”.
وأشار كوكبرن إلى ان ثمة أطرافا تعمل على تعقيد الأوضاع في سورية وأولها الولايات المتحدة والسعودية وبعض الدول العربية الاخرى موءكدا وصول الأسلحة السعودية إلى المسلحين داخل سورية فضلا عن دخول عناصر تنظيم القاعدة من العراق إلى سورية والذين اشتهروا بارتكاب المجازر ضد المدنيين العراقيين وذلك بحسب المسوءولين العراقيين.
وحذر مراسل صحيفة الاندبندنت من أن ضخ السلاح المدفوع ثمنه من السعودية سيصعد العنف.
ورأى كوكبرن ان إشاعة الأوهام من قبل بعض أطراف المعارضة ولا سيما في الخارج غير مقبول ولا مبررات له مشددا على أن الحديث عن الملاذات الآمنة على الجانب السوري من الحدود التركية- السورية ما هي إلا وصفة للحرب.
وانتقد كوكبرن الدعوات المتناقضة التي طالبت سورية بالإصلاح في حين تعمل على إسقاط سورية. واختتم مراسل صحيفة الاندبندنت تقريره بالقول.. إذا كانت القوى الغربية لن تمضي إلى الحرب ضد سورية ولا تستطيع دفع تركيا للقيام بالعمل القذر بدلا منها فإن عليها ان تدفع باتجاه الاصلاح والشراكة في السلطة.