بعد التهويل الإعلامي الحاصل أخيرا عن قرب ضربة عسكرية أميركية-إسرائيلية لسوريا ولبنان، قال رئيس مركز الارتكاز الإعلامي، والمحلل السياسي سالم زهران لـ”سبوتنيك” الروسية، إنه كان في دمشق والتقى بعدد من المسؤولين السوريين الرسميين.
وقال سالم زهران: “الناس في دمشق لم تعد تهتم بكل التهويل الأمريكي والحياة أكثر من طبيعية هذا على المستوى الشعبي، أما على المستوى الرسمي فإن الدولة السورية تتعاطى مع المسألة باحتمالين، الاحتمال الأول أن تكون الضربة جدية وقد تقع عقب اللقاء بين محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تنفيذ الرغبة السعودية وفي لقاء بدل سعودي كما في المرة السابقة عندما قصف مطار الشعيرات، وعليه فإن السيناريو الأول أن تكون الضربة جدية وقد وضعت سوريا وروسيا وحلفاؤهما خريطة طريق للرد، وهذه المرة كما علمت الرد لن يكون على “داعش” و”جبهة النصرة” والأدوات الأمريكية على الأرض، بل سيكون هناك رد مباشر على القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في سوريا، والتي وضعت على الخريطة كأهداف وسوف يكون رداً نوعياً بصواريخ نوعية على الغواصات الأمريكية”.
وأضاف:”أما الاحتمال الثاني الذي وضعته القيادة السورية بأن يكون هذا التهويل هو جزء من الحرب النفسية، وعليه فإن حضور الرئيس بشار الأسد بشخصه وبسيارته إلى الغوطة الشرقية كان ردا على هذه الحرب النفسية”.
وأكد زهران بأن القيادة السورية تتعاطى على التهويل الأمريكي باحتمالين، “الاحتمال الأول أن يكون جديا وقد يقع ولقد وضعت خطة المواجهة وسوف تكون القواعد العسكرية الأمريكية والغواصات الأمريكية في المتوسط تحت مرمى نيران الصواريخ السورية والروسية، والأمر الثاني أن تكون مجرد حرب نفسية وقد رد عليها عبر زيارة الرئيس الأسد إلى الغوطة”.
وبالنسبة للموقف الروسي من هذه التطورات، قال زهران: “الموقف العسكري الروسي الرسمي الذي عبر عنه علانية بأن هناك غواصات أمريكية تتحرك في المتوسط تحمل صواريخ مجنحة هي إشارة للامريكيين بأننا نراكم ونرى ماذا تفعلون، وعليه فإن هذه الحركة هي تحت النيران، هذا أولاً، ثانياً القواعد العسكرية الأميركية الموجودة في شمال وشرق سوريا باتت معروفة للقيادة السورية وأيضاً محددة بدقة والصواريخ السورية قادرة على إصابتها، وبرأيي ستصيبها، أما تفاصيل إخلاء “حزب الله” لمراكزه فهذا تدبير عسكري آني لحظوي وليس تدبيراً عاماً، وبكل صراحة لا أحد يستطيع في هذه الحرب أن يقول ما يعرف، ومعظم الذين يقولون هم إما لا يعرفون وإما في حالة تبصير ولسنا من الفئتين”.
ويشير زهران إلى أن إسرائيل لن تشترك في أي حرب إلا إذا توافرت شروط من ثلاث، أولاً أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية على رأس العدوان وأن يشارك حلف الناتو وأن يغطي العرب بشكل رسمي هذا الاعتداء، وبرأيي فإن إسرائيل لن تذهب إلى الحرب منفردة.
ويختم زهران حديثه قائلا: “روسيا اليوم تبني عالماً جديد من خلال البوابة السورية وما قاله الرئيس الأسد بالأمس من الغوطة كان في غاية الدقة عندما خاطب جنوده، وقال لهم إن كل رصاصة أطلقتموها على الإرهابيين في الغوطة كانت رصاصة في رسم خريطة عسكرية للعالم، روسيا اليوم أعادت التاريخ مرة من جديد وأسقطت الفاشية الداعشية، الذي دحر داعش من هذه الصحراء وهي أشبه اليوم بوحش داشر هو بالدرجة الأولى الموقف الروسي الحازم، روسيا تصنع اليوم التاريخ وأعادت التوازن إلى الملعب العالمي ولم يعد هناك مكان للأحادية الأمريكية”.
سيريان تلغراف