رأى الكاتب أرون ستين في ” foreign affairs” أن مصلحة الولايات المتحدة في سوريا تكمن في تعزيز ما كسبته على “أرض المعركة” بمساعدة تسوية على أساس المفاوضات وبعد ذلك الانسحاب.
المجلة الأمريكية لفتت إلى أن التوصل إلى مثل هذا الهدف يستوجب في أقصر مهلة العثور على موقف مشترك مع روسيا، “أكبر عدو جيوسياسي”.
وأشار الكاتب إلى أن واشنطن تحتاج في هذا السبيل إلى “الاعتراف بحقيقة مؤلمة لكنها واضحة، الرئيس السوري بشار الأسد هزم واقعيا بشكل تام المتمردين ضد النظام، وعزز سلطته في جميع مناطق عرب البلاد، وأيضا حصل على دعم غير محدود من موسكو وطهران”، مضيفا أن الأسد في المستقبل القريب سوف يسيطر على القسم الأكبر من البلاد.
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة بطبيعة الحال لديها حوافز لتحدي موسكو، حيث يمكنها ذلك، إلا أنه رأى أن واشنطن بين يديها خارطة ضعيفة في سوريا، ولذلك فأفضل خيار لها يكمن في “الاتفاق على سحب قواتها، ما سينتج عنه أن تصبح روسيا مضطرة أن تتحمل تكاليف إعادة إعمار سوريا بعد حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من 7 سنوات”.
وافترض الكاتب في هذا السياق أيضا أن إعطاء فرصة لروسيا لتحقيق “نصر قصير” يسمح بالإيقاع بها من خلال تحميلها المسؤولية عن “الأعمال الشنيعة التي يرتكبها نظام الأسد”.
التقرير يحاول أن يقنع واشنطن بأن تركز على المدى البعيد، وأن تعمل على تحقيق التسوية التي نصح بها في سوريا، بدلا من أن تتورط في نزاع مسلح آخر في هذا البلد، وأن تقف ضد روسيا بانتهاج سياسة “الردع المزدوج” ضد حليفتيها في الشرق الأوسط، سوريا وإيران، وتفرض ضمن هذه السياسة عقوبات مالية ضد موسكو لزيادة متاعبها في سوريا، إضافة إلى زيادة الوجود العسكري للحلفاء في دول البلطيق استكمالا لجهود الناتو لاحتواء روسيا في شرق أوروبا.
سيريان تلغراف