“كواحد من احتمالات أسباب المأساة، ذكر الخبراء ما يسمى بـ “قص الريح” (تغير مفاجئ في اتجاه الريح)… حيث التغير المفاجئ في اتجاه الريح يؤثر بشكل حاسم على تصور قائد الطائرة عن موقعها بالنسبة إلى الأرض. الأمر يتعلق بحقيقة أن تصرفات الطيار تصبح عكس تلك التي يجب أن تكون”.
ذلك ما قاله الطيار الحربي من الدرجة الأولى، الجنرال فلاديمير بوبوف.
وأضاف: يمكن أن تضاف إلى مشاكل الطقس، مشاكل تقنية بحتة. فليس من قبيل المصادفة أن الاحتمال الأول، الذي ذُكر مباشرة بعد سقوط الطائرة، هو حدوث “عطل تقني”.
ولا يستبعد فلاديمير بوبوف حدوث خلل في المحركات. بل هو متأكد من أنه في حالة An-26 كان هناك عدد من العوامل. فالطيار يمكن أن يتعامل مع كل من حالات “قص الريح” أو فشل التكنولوجيا بنجاح على حده. ولكن عندما تحدثان معا بطريقة معقدة، فيتطور الوضع غير الطبيعي في ثوانٍ. والطيار، عند الإقلاع أو الهبوط ليس لديه الوقت الكافي لتلافي الخلل.
فيما شكك جنرال آخر متقاعد في القوات الجوية– لم يرد اسمه- للصحيفة في الأسباب التقنية للتحطم، وهو يرجح أخطاء الطاقم. فقال: ” An-26 موثوقة للغاية، وعند هذا الارتفاع والمسافة من المدرج، يمكن جعل الطائرة تحط بأمان حتى إذا فشل كلا المحركين”.
وأضاف أن هناك، بالنسبة للمطارات الموجودة في منطقة المعركة، طريقة خاصة للتعامل مع الهبوط، تم وضعها في أفغانستان… فالمناطق المحمية للهبوط أمام المطارات دائرة نصف قطرها 4-5 كم. في أفغانستان، كان الاقتراب من المطار يتم على ارتفاع 1.5-2 كم، بحيث لم يكن لدى (الدوشمان) الوقت لإسقاط الطائرة من منظومات الدفاع الجوي المحمولة. ثم ، بعد دخول هذه المنطقة المحمية بشكل آمن، يقوم الطيار بانخفاض حاد باتجاه المدرج.
وأضاف الجنرال: “هذا النمط من الهبوط غير معتاد بالنسبة لمعظم الطيارين”.
وهو يفترض أن الطائرة AN-26عانت من الوضع التالي فوق حميميم: تبين أن السرعة الرأسية أعلى مما توقع الطيار، فبدأ في رفعها، لكن المحركات لا تعطي على الفور القوة المطلوبة. يبدو لي أنه على مقربة من الأرض كان في هذا الوضع- سرعة أفقية صغيرة ورأسية كبيرة- ولم يكن لديه الوقت لتدارك ذلك.
سيريان تلغراف