“لا يسرعون في المغادرة”، عنوان مقال أندريه أونتيكوف، في “إزفيستيا”، عن الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة للبقاء في سوريا.
وجاء في المقال: الأمريكيون ليسوا في عجلة من أمرهم لمغادرة سوريا. فللحفاظ على وجودهم، يتعذر الأمريكيون عادة بضرورة مكافحة تنظيم الدولة، مضافا إليه العامل الكردي، هذه المرة.
ووفقاً لعدد من التقارير الإعلامية، قامت قوات سوريا الديمقراطية، التي تتكون بشكل أساسي من وحدات كردية، بنقل جزء من تشكيلاتها إلى منطقة عفرين، لمواجهة القوات التركية التي تشن عملية “غصن الزيتون” هناك منذ 20 يناير.
وأوضح المتحدث باسم البنتاغون، أدريان رانكين غالوي، أن “التحالف سيحقق أهدافه، لكن التعقيد المتزايد للوضع في سوريا يمكن أن يؤدي إلى استمرار العمليات لفترة أطول”.
ويضيف المقال: يجب ألا ننسى خطط الولايات المتحدة وحلفائها لتشكيل ما يسمى بقوة أمن الحدود، على أساس قوات سوريا الديمقراطية… والتي وفقا لممثل التحالف، توماس فيل، يجب أن يصل تعدادها إلى 30 ألف جندي. وهذه القوات، حسب واشنطن، ستحمي حدود سوريا مع تركيا والعراق لمنع اختراق تنظيم الدولة، في كلا الاتجاهين. وقد خصص البنتاغون، في فبراير، 550 مليون دولار لهذا الغرض، للعام 2019.
وكما قال ألكسندر فينديكتوف، مساعد أمين مجلس الأمن في روسيا لشؤون الأمن الدولي، في 1 مارس، أنشأت الولايات المتحدة حوالي 20 قاعدة عسكرية على الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد.
والسؤال المطروح، على هذه الخلفية: كيف يمكن عكس عمليات التفكك ومنع خطط انهيار سوريا؟
يجيب كاتب المقال: فيما يتعلق بالعامل الكردي، تفعل روسيا كل ما تستطيع. ولكن، كل محاولة من جانب روسيا لربط الأكراد بالحوار حول التسوية السورية تقابل بردة فعل حادة من جانب تركيا، تماماً كما ترد أنقرة بحدة على تصرفات الأمريكيين “على الأرض”. إن إنشاء منطقة حكم ذاتي، وإجراء انتخابات محلية، وتشكيل “قوة أمن الحدود” ، وعموما عزل الأكراد عن دمشق.. هذا كله يتسبب في إثارة غضب شديد عند الرئيس رجب طيب أردوغان، يصبه في عملية “غصن الزيتون” في عفرين.
ويصل كاتب المقال إلى القول: هكذا، نكون أمام وضع عويص. فمن جهة، تحفز الولايات المتحدة جولة جديدة من الصراع في سوريا – هذه المرة بين أنقرة والأكراد- ومن ناحية أخرى، يضع الأمريكيون أنفسهم بين حليفيهما (الأكراد وتركيا. ولا تزال تركيا عضوًا في حلف الناتو)، اللدودين. وهكذا يغدو تنفيذ مخطط تقسيم سوريا أكثر تعقيدًا.
وينتهي المقال إلى أن هناك أمرا واحدا واضحا: ستبقى الولايات المتحدة في سوريا إلى أجل غير مسمى، وليس على الإطلاق لإنهاء النزاع في هذا البلد.
سيريان تلغراف