“دمشق أقدمت على الاتفاق مع الولايات المتحدة”، عنوان مقال زاؤور كاراييف، في “سفوبودنايا بريسا”، حول أن بشار الأسد تجاوز روسيا في اتفاقه مع الأمريكيين، كما يقول خبير عسكري تركي.
وجاء في المقال: رايات الدولة الكردية المعلنة من جانب واحد وأعلام الجمهورية العربية السورية ترفرف فوق عفرين. من الصعب القول كم سيعيق ذلك تركيا، ولكن من الواضح أن هذا التحول في الأحداث كان يصعب توقعه منذ بضعة أشهر.
ويرى الخبير العسكري التركي كرم يلدرم أن الأسد بذلك عمل ضد الكرملين، حيث أنه وافق على شروط الولايات المتحدة. وفي رأيه، كانت واشنطن هي التي بدأت هذا الاتحاد المؤقت بين وحدات حماية الشعب الكردية والقوات الموالية للحكومة. وحين لم تتح الفرصة لواشنطن لوقف تركيا بمفردها، قررت مساعدة الأكراد بطريقة أخرى- جذب قوات مؤيدة للأسد.
وأضاف كرم يلدريم، في الإجابة عن سؤال:
كيف سيؤثر إدخال تشكيلات مؤيدة للحكومة إلى عفرين على مسار هذه العملية؟
من الغريب جدا لماذا حدث ذلك. لجأت وحدات حماية الشعب إلى الأسد، ووافق على الفور؟ قتل آلاف من جنوده على أيدي هذه الوحدات، ووثق بهم على الفور؟ وهذا لم يكن من دون مشاركة الولايات المتحدة. لقد نظم الأميركيون اجتماعا مع ممثلين أو بعض القادة العسكريين للنظام، وفي ذلك الاجتماع حصلوا على ضمانات من الولايات المتحدة…
يبدو أن الأميركيين وعدوا بترك عفرين للأسد. ولم تعترض تركيا على وجود جيش النظام مكان وحدات حماية الشعب. ذلك أكثر أمانا لتركيا. هذه الظروف يمكن أن تضعف إلى حد كبير الضغط على الأسد من تركيا، ولكن الأسد الآن اختار الإرهابيين. … الولايات المتحدة ربما تعهدت بالاعتراف له بحق الرئاسة، وربما وعدت برفع العقوبات وهلم جرا. ربما، هو وثق بذلك. ويمكن أن ينتهي ذلك نهاية سيئة. إذا كان هذا صحيحا، معناه أن الأسد يلعب وفقا لسيناريو الولايات المتحدة، أي أنه يخون روسيا.
وفي السياق، سألت الصحيفة الباحث السياسي والمستشرق كاريني كيفوركيان رأيه فعبر عن أنه لا يرى أن المصالح الروسية ستتضرر في القريب نتيجة الوضع في عفرين، وقال:
وعلى الرغم من كل الصداقة مع أردوغان، فإن الوجود التركي في عفرين غير مربح لروسيا. ولن تدير تركيا ظهرها للولايات المتحدة كليا. إلى ذلك، فهناك العديد من القواعد الأمريكية في تركيا. عاجلا أو آجلا، ستعود تركيا مرة أخرى حليفا موثوقا به للولايات المتحدة، وهذا في المستقبل سيئ بالنسبة لروسيا. إن لم يلجأ أردوغان مرة أخرى إلى التقارب مع الولايات المتحدة، فالذي سيأتي بعده سيفعل ذلك. وهذا ما لا تريده روسيا. وهذا سيعني تفكك سوريا، ولا مصلحة لموسكو في ذلك.
سيريان تلغراف