رفضت مصادر في دمشق قول رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أمام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على هامش مؤتمر ميونخ في ألمانيا، يوم الجمعة الماضية، إن” هضبة الجولان ستبقى بيد إسرائيل إلى الأبد”.
وأكدت هذه المصادر أن كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 بتطويع واستسلام الجولان وأهله باءت بالفشل وأن الأرض التي تحتلها إسرائيل هي جزء من سوريا.
الكاتب والإعلامي نعيم إبراهيم قال: “إن تصريح نتنياهو في مغالطة تاريخية أثبتتها الوقائع على الأرض. ورغم إعلان إسرائيل بتاريخ الرابع عشر من كانون الأول عام 1981 قرارها على شكل قانون بضم الجولان إليها، إلا أن الجولان لم يؤخذ بقانون وهو تحت الاحتلال منذ عام 1967، وقد رفضت سورية رسمياً وشعبياً هذا القرار، انطلاقا من أن الصراع مع إسرائيل هو صراع وجود وليس صراع حدود
وأضاف إبراهيم أن إسرائيل تستغل الأزمة التي تمر بها سورية منذ سبع سنوات لفرض سياسية الأمر الواقع على الجولان والتدخل في الشؤون الداخلية السورية بهدف تفكيك وتدمير الدولة السورية على الصعد كافة.
وهذا يبرز من خلال تكثيف الاستيطان ونهب خيرات وثروات الجولان وتقديم كل أشكال الدعم للفصائل المسلحة المنتشرة في مساحة واسعة من الجولان ومحاولة إقامة منطقة عازلة وتشكيل جيش “لحد” جديد في المنطقة ليحمي إسرائيل وفرض واقع ديمغرافي جديد في المستقبل.
الطالب الجامعي باسل محمود رأى من جانبه أن تصريح نتنياهو لم يكن مفاجئاً لأن مرتفعات الجولان هي بحكم الأمر الواقع تحت سيطرة إسرائيل وتخضع للسياسة الاستيطانية ويقوم الإسرائيليون بالعديد من الإجراءات التي تهدف إلى تثبيت السيادة من خلال توسيع المستوطنات وسياسة فرض الأمر الواقع.
وقال محمود إن السلطات الإسرائيلية حاولت فرض البطاقة الشخصية الإسرائيلية على أهالي الجولان لكنهم رفضوا تلك البطاقة، وقاموا بالإضراب في جميع قرى هضبة الجولان احتجاجاً على الإجراء وتأكيداً على عروبة سكان الجولان وانتمائهم إلى سورية.
بدوره رأى المواطن السوري عبد الكريم محمد وجذوره من منطقة الجولان أن محاولات تطبيق القوانين الإسرائيلية على الأراضي العربية السورية المحتلة مستمرة في إطار سياسة إسرائيل التوسعية والهادفة إلى إقامة (إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات).
وأوضح محمد أن العودة إلى قريته مجدل شمس حق له ولأسرته، وأنهم لن يتنازلوا عن هذا الحق وأن سورية مع السلام العادل والشامل ولكنها لن تفرط بأرضها مهما طال أمد الاحتلال الإسرائيلي انطلاقا من أن كل احتلال بالقوة سيكون مصيره إلى زوال.
وعن هوية الجولان تاريخياً وجغرافياً تحدث الطالب في كلية الآداب قسم التاريخ موسى عبد الله، مشيراً إلى أن تسمية الجولان مشتقة من فعل (جال) بمعنى ارتفع أو ربما للدلالة على ارتفاع سطح الإقليم ولكثرة مراعيه التي كانت تجول بها قطعان الماشية وقد ورد الاسم نفسه في المصنفات الإغريقية والرومانية، وأضاف أن الجولان هضبة من الأرض يشكل بكامله أحد أهم المحافظات السورية من الناحيتين البشرية والزراعية وعاصمته مدينة القنيطرة التي حررتها القوات السورية بعد حرب الاستنزاف خلال حرب تشرين وتبعد عن مدينة دمشق 67 كم.
وتبلغ مساحة الجولان 1860 كم2 أي حوالي 10% من مساحة سوريا، بحسب المعلومات التاريخية التي أكدت أيضا أن الجولان لم يكن له تاريخ مستقل عن سوريا.
سيريان تلغراف