يتناول ألكسندر شاركوفسكي في “نيزافيسيمايا غازيتا” حرص البنتاغون المتعمد على إغفال الدور الروسي الأساس في محاربة الإرهاب على الأرض السورية.
كتب شاركوفسكي:
في أثناء اجتماعه مع القادة العسكريين والأمنيين يوم الخميس الماضي (26/10/2017)، أعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن شكره وتقديره “للمهنية، والبطولة التي أظهروها في الحملة السورية”. وقال إن “أكثر من 90 في المئة من الأراضي السورية حُرر من الإرهابيين”؛ مشيرا إلى أن روسيا “حاربت جنبا إلى جنب مع الحلفاء السوريين وغيرهم من الشركاء الأجانب الآخرين”.
في حين أن وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى كانت قد نشرت، قبل يوم من ذلك، مواد الإيجاز الصحافي، الذي شارك فيه مع ضباط آخرين الفريق بول فرانك (الثاني) قائد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة “داعش” في العراق وسوريا، حيث جرى الحديث في المقام الأول عن خطط الجيش الأمريكي في المستقبل القريب للقضاء على بضعة ألوف من الإرهابيين–الإسلامويين. أما عن دور روسيا في هذه الحرب، فلم ينبس الجنرال الأمريكي ببنت شفة.
بول فرانك تحدث بالتفصيل عن الإنجازات، التي حققها التحالف في الحرب ضد “داعش” في سوريا والعراق، وقال إن التنظيم الإرهابي يُحكم سيطرته الآن فقط على 5% من المساحة، التي كانت تحت سيطرته قبل عامين. ووفقا لرأيه، فإن إرهابيي “داعش” أصبحوا غير قادرين على الاحتفاظ بما تبقى من الأراضي والمدن، التي تقع تحت سيطرتهم، وإنه محكوم عليهم بالهزيمة. بيد أن بول فرانك أعرب عن ثقته بأن الإرهابيين سوف يواصلون حرب العصابات عبر خلاياهم السرية.
إلى ذلك، قيل أيضا إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تكرر خطأ الرئيس السابق باراك أوباما في عام 2011 (المقصود انسحاب القوات الأمريكية من العراق)، وجرى التشديد على أن الولايات المتحدة سوف تحتفظ بوجودها العسكري في العراق والمنطقة ككل لأمد طويل ما دامت الضرورة تتطلب ذلك.
كما أشار الجنرال فرانك إلى الضرورة الملحة للقضاء على التشكيلات الميليشوية الشيعية الموالية لإيران.
هذا، ويمكن الاستنتاج، بعد قراءة تحليلية للإيجاز الصحافي للعسكريين الأمريكيين مع وسائل الإعلام، أن وزارة الدفاع الامريكية، بإغفالها الدور الروسي في محاربة الإرهاب، قد تكون تريد إعداد الرأي العام في الولايات المتحدة لإمكان حدوث مواجهة محتملة مع دمشق وبالتالي مع روسيا.
سيريان تلغراف