للسنة السابعة على التوالي، تركز الجمعية العامة للأمم المتحدة أعمالها على الأزمة السورية. فقد بادر الاتحاد الأوروبي، ودعا إلى عقد اجتماع وزاري لمناقشة الأوضاع في سوريا ومستقبلها. وكان وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قد التقى عشية الاجتماع مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ونظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، حيث كانت سوريا الموضوع الرئيس الذي تمت مناقشته.
وقد أشار لافروف في تصريحات للصحافيين، بعد لقائه تيلرسون، إلى أن العسكريين الروس والأمريكيين ينسقون خطط استعادة مدينتي دير الزور والرقة، لكيلا تتضرر الأهداف المشتركة في محاربة الإرهاب.
وقال لافروف: “بالطبع، نحن شددنا على موقفنا بأنه مع اعتراف الجميع بواقع وجود التحالف الأمريكي في سوريا، فإنه ما زال ضيفا متطفلا هناك. ونحن نرى هذا الواقع، ويمكن استخدامه في محاربة الإرهاب بالتوازي مع عمليات القوات الحكومية السورية المدعومة بالقوة الجو-فضائية الروسية، التي دعتها الحكومة الشرعية رسميا”. وبحسب لافروف، اعترف تيلرسون بضرورة القضاء على “جبهة النصرة”، و”يبقى علينا انتظار تنفيذ هذا الاعتراف عمليا”.
من جانبه، أكد تيلرسون، في حديث إلى فوكس نيوز، عقب اجتماعه بلافروف، أن روسيا والولايات المتحدة تبحثان عن مجالات للتعاون في سوريا وتركزان على دحر “داعش”، و”نحن نريد أن نكون واثقين من أن الحرب الأهلية لن تنشب ثانية. لدينا مهمات مشتركة، ولكنها في بعض الأحيان تنفذ بتكتيك مختلف”.
وقد أوضح القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد ساترفيلد هذا الأمر بالقول إن الولايات المتحدة لا تتنافس مع روسيا في محاربة “داعش” في سوريا، بل تتعاون معها. وإن إنشاء مناطق وقف التصعيد دليل على هذا التعاون. ومثل هذا الخطوات لم تتخذ في عهد باراك أوباما؛ ما تسبب بوقوع ضحايا عديدة قد يصل عددها وفق معطيات الأمم المتحدة إلى نصف مليون، وباستمرار النزاع.
ولكن ساترفيلد لم يرد بصورة مباشرة على سؤال عن عدم دعوة روسيا لحضور اجتماع ما يسمى “أصدقاء سوريا”، بل اكتفى بالقول إن “الدول التي شاركت في الاجتماع هي ذات أهداف مشتركة في سوريا، تتمثل بالقضاء على “داعش” واستقرار الأوضاع والعمل على إنشاء سوريا مستقلة”.
وقد أكدت الولايات المتحدة أن القوات السورية المدعومة بالقوة الجو-فضائية الروسية تمكنت من عبور نهر الفرات في دير الزور في محاولة منها للسيطرة على المدينة بكاملها. وأن هذه العملية قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من واشنطن. في حين أن الفرات كان يعد خطا فاصلا بين التحالف الأمريكي وروسيا.
وقال مصدر في الوفد الدبلوماسي الروسي للصحيفة إن “الأنباء عن نجاحات الجيش السوري قد تضيف عنصرا جديدا إلى التوتر في جو الاجتماع، لأن الولايات المتحدة من دون ذلك قلقة، من أن تهاجم القوة الجو-فضائية الروسية مواقع المعارضة السورية التي تعدها واشنطن معتدلة. وإن مهمة موسكو تكمن في إقناع التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، بأن سوريا لم تدعُهم، وعلى المعارضة التي يدعمونها عدم عرقلة تقدم القوات الحكومية السورية في محاربة الإرهابيين”.
وأشار المتحدث إلى أن روسيا من جانبها تعرب عن قلقها من أن الولايات المتحدة نيابة عن المجتمع الدولي تتهم سوريا باستخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون في شهر ابريل/نيسان 2017، ولم يستبعد أن يكون “الهدف من اتهام دمشق، هو من أجل التدخل في شؤون سوريا الداخلية”.
سيريان تلغراف