قال مقاتلون من المعارضة السورية ومصادر دبلوماسية، اليوم الأحد، إن فصيلين من المعارضة تدعمهما دول غربية تلقيا طلبا من الداعمين الغربيين والعرب لهما بترك المنطقة والتقهقر نحو الأردن.
وبحسب “جيش أسود الشرقية و”قوات الشهيد أحمد العبدو”، وهما جزء من “الجيش السوري الحر”المعارض، فإن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ودولا مجاورة تدعمهما، ومنها الأردن والسعودية، طلبت منهما إنهاء القتال في المنطقة.
وقال بدر الدين سلامة، مدير المكتب الإعلامي في” أسود الشرقية”، وهو فصيل يعد من أكبر الفصائل المعارضة بالمنطقة، ويحصل على مساعدات عسكرية من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قال: “هناك طلب رسمي بالانسحاب من البادية”.
ومنذ وقت مبكر من العام الجاري تمكنت المعارضة السورية من طرد تنظيم “داعش” من مساحة كبيرة من الأراضي قليلة السكان التي تمتد لنحو 50 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من دمشق على الحدود مع الأردن وحتى الحدود العراقية.
لكن في الأسابيع الأخيرة تمكن الجيش الحكومي السوري، بدعم من سلاح الجو الروسي، من استعادة مجموعة من النقاط الحدودية مع الأردن التي هجرها في السنوات الأولى للأزمة السورية.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن الطلب مرتبط بقرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في يوليو/تموز، بوقف برنامج CIA الخاص بتجهيز وتدريب المعارضة السورية التي تقاتل القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
وكان هذا البرنامج بدأ في عام 2013 في إطار جهود إدارة باراك أوباما للإطاحة بالرئيس السوري. لكن الإدارة الحالية بقيادة ترامب تقول إن استراتيجيتها في سوريا تركز الآن على هزيمة “داعش”.
ونقلت “رويترز” عن نص رسالة منسوبة لقادة الفصيلين أنه رغم قتالهما بشجاعة لصد الجيش السوري فإن وجودهما في الجيب الصغير الآن يشكل خطرا عليهم.
وأثار قرار الانسحاب سخطا بين مئات المقاتلين في الفصيلين اللذين يعتبران الانسحاب إلى الأردن تفكيكا فعليا لقواتهما.
ويقول مقاتلو المعارضة إن الجماعتين اللتين لهما المئات من المقاتلين ستضطران إلى تسليم المدفعية الثقيلة وعشرات الصواريخ المضادة للدبابات، الأمريكية الصنع التي لعبت دورا في نجاحهم في المعارك ضد “داعش” والفصائل المدعومة من إيران.
وفي اجتماع يوم السبت أبلغ قادة المعارضة مركز عمليات مشتركا بالأردن أنهم يفضلون “البقاء والموت” في الصحراء بدلا من ترك ساحة القتال.
وقال بدر الدين سلامة “رفضنا الطلب، وإذا دخلنا الأردن نعتبرها نهاية. لم تجف بعد دماء شهدائنا”.
وقال مقاتلو المعارضة إن مركز العمليات لم يطلب منهم خيار الانتقال إلى حامية أمريكية إلى الشرق قرب الحدود مع العراق في منطقة التنف.
وتستضيف الحامية، التي تدار في إطار برنامج منفصل لوزارة الدفاع الأمريكية، فصيلا معارضا من القبائل العربية يعرف باسم “مغاوير الثورة”.
غير أن مسؤولا آخر في فصائل المعارضة المسلحة قال إنهم لا يعارضون الانسحاب لكنهم يريدون تطمينات من الأردن أن بإمكانهم ممارسة ضغوط لتمديد نطاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشنطن وموسكو، والذي أوقف القتال في جنوب غرب سوريا، ليشمل البادية أيضا.
ويقول دبلوماسيون إن واشنطن والأردن تجريان مفاوضات مع موسكو في الوقت الراهن لإعلان منطقة عدم تصعيد سوف تعيد القوات المدعومة من إيران 40 كيلومترا شمالي الشريط الحدودي مع الأردن.
وقال سعيد سيف من “قوات الشهيد أحمد العبدو”: “قبلنا من حيث المبدأ، لكن هناك مسائل وتطمينات نحتاجها. إلا أنه لحد الآن لم يتم الاتفاق على الانسحاب، وما زال القتال مستمرا، وثابتون في رباطنا”.
وكانت شبكة الإعلام الحربي السورية أفادت، الخميس الماضي، ببدء انسحاب قوات فصيل “أحمد العبدو” من البادية السورية باتجاه الأراضي الأردنية، قبيل تسليم المنطقة للجيش السوري بضمانات روسية أردنية. وأوضحت الشبكة أنه من المتوقع أن يتبع فصيل “جيش أسود الشرقية” عناصر “أحمد العبدو” قريبا.
وبعد يوم من ذلك، نفى “جيش أسود الشرقية”، على لسان سلامة، موافقته على الانسحاب من البادية السورية إلى الأردن.
سيريان تلغراف | رويترز