فياتشيسلاف ماتوزوف: قرار الرئيس دونالد ترامب وقف برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بشأن دعم وتسليح المعارضة السورية يحمل طابعا استراتيجيا.
في مقال له نشرته صحيفة “إيزفيستيا”، وصف السياسي المعروف فياتشيسلاف ماتوزوف قرار ترامب وقف دعم المعارضة السورية المسلحة بأنه ذو طابع استراتيجي، لأنه يشهد على تغير جذري في سياسة الولايات المتحدة، وتحديدا إدارة الرئيس ترامب إزاء الوضع في سوريا.
كتب ماتوزوف:
على الرغم من إعلان إدارة أوباما عن الالتزام بالتسوية السياسية للنزاع السوري، فإن الواقع العملي أظهر بشكل جلي أنها كانت تراهن دائما على السيناريو العسكري، حيث كان الجانب الأمريكي في جنيف وفي مجلس الأمن يتقدم بطلب واحد: إطاحة الرئيس بشار الأسد شرطا مسبقا للتسوية السياسية في سوريا.
أما اليوم، فأصبح واضحا أن الوضع يتغير بشكل جذري. إذ إن ترامب بقراره هذا يتحدى أولئك المؤيدين المتحمسين لتسليح المعارضة السورية والغزو الأميركي لهذا البلد. بيد أن هذه القصة انتهت الآن، فقد وجه ترامب ضربة قاصمة إلى مخططات وكالة الاستخبارات المركزية وإلى الجنرالات الأمريكيين وهيكليات الاستطلاعات العسكرية.
ومن الواضح أنها خطوة جريئة وحاسمة، وتشكل دليلا على أن الرئيس الأميركي يشعر بثقة في الساحة السياسية الداخلية، ولا سيما أن محاولات إقصائه عن سدة الرئاسة تتواصل تحت ذرائع مختلفة.
والرئيس الأمريكي في الوقت نفسه، يعمل في إطار الوعود التي قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية، وإن قراره وقف برنامج وكالة الاستخبارات المركزية في سوريا يرمي في المقام الأول إلى تسوية الصراع سلميا في إطار مفاوضات جنيف وأستانا.
هذا، وقد تمكنت روسيا والولايات المتحدة من فعل الكثير من أجل حل الأزمة السورية خلال الأشهر الأخيرة، حيث تم الاتفاق على مناطق خفض التوتر. وفي واحدة منها في جنوب البلاد، تم وقف إطلاق النار بعد لقاء الرئيسين بوتين وترامب على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ.
لكن من الواضح أن السيناريو العسكري لتسوية النزاع السوري قد رفع الآن من جدول أعمال الإدارة الأمريكية. وهذا يعني أنه بات من الممكن الآن التفاوض للخروج بحل للأزمة، على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والتي لا تضع في الاعتبار إمكان تكرار سيناريوهات يوغوسلافيا، العراق وليبيا في سوريا.
أما ما كتبته صحيفة “واشنطن بوست” عن أن “بوتين انتصر في روسيا”، فالأمر هو بالفعل كذلك، وخاصة إذا كنا نتحدث عن تسوية سلمية للصراع. فروسيا منذ البداية كانت تصر على التسوية السلمية في سوريا بدلا من تحويلها إلى أرض محروقة.
سيريان تلغراف