نشرت صحيفة “كراسنايا زفيزدا” مقالا بقلم ماريا توميلينكو عن الأوضاع في سوريا، تشير فيه إلى أن القوات الحكومية تستعيد السيطرة تدريجيا على مناطق البلاد.
كتبت توميلينكو:
يمكن وصف الأوضاع في سوريا بأنها مستقرة؛ “ما يبعث الأمل في تحول الأزمة السورية نحو تحقيق تسوية سياسية دائمة وإحلال السلام والنظام في هذا البلد”، – بحسب المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا.
ويستمر العمل بشأن تحديد آليات مراقبة مناطق تخفيف التوتر، التي تهدف إلى تقليص أعمال العنف في سوريا، وتحسين الأوضاع الإنسانية لسكانها. وقد أثر الاتفاق الروسي-الأمريكي-الأردني بشأن وقف إطلاق النار في مناطق جنوب–غرب سوريا (في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء) إيجابا على الأوضاع السورية. والتزمت روسيا والولايات المتحدة بمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في هذه المناطق، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والاتصالات بين مجموعات المعارضة المعتدلة الموجودة في هذه المناطق وبين مركز المراقبة الروسي–الأمريكي–الأردني.
وبالطبع، لا تجري هذه العملية بسهولة، نظرا لوجود مجموعات إرهابية في هذه المناطق، وأيضا لاختلاف وجهات نظر دول الشرق الأوسط. فقد أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، استنادا إلى مصادر مطلعة، مخاوف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو من استغلال إيران هذا الاتفاق لتوسيع وجودها في المنطقة.
لكن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أوضح هذه المسألة بأن اتصالات تحضيرية مع جميع الأطراف المعنية بما فيها إسرائيل جرت لدى صياغة الاتفاق الروسي–الأمريكي–الأردني بشأن تخفيف التوتر في جنوب-غرب سوريا، وقال إن “الزملاء الإسرائيليين على اطلاع تام على جوهر الاتفاق. ويمكنني تأكيد أن أمن إسرائيل أُخذ بالاعتبار في إطار هذا الاتفاق”.
ويذكر أن جولة جديدة جرت بين يومي 10-14 يوليو/تموز الجاري من مفاوضات جنيف بشأن التسوية السورية برعاية الأمم المتحدة وبحضور وفد الحكومة السورية ووفود ثلاث منصات معارضة. وقد أعرب ممثل روسيا الدائم في جنيف أليكسي بورودافكين عن أمل موسكو بالتوصل إلى اتفاق بشأن مناطق تخفيف التوتر في سوريا (في محافظات إدلب وحمص والغوطة الشرقية وفي جنوب–غرب سوريا) قبل انعقاد الجولة المقبلة لمفاوضات جنيف المقررة في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
وبحسب قوله: “أثرت المناقشات التي جرت في مفاوضات أستانا بشأن مناطق تخفيف التوتر إيجابا في مزاج المعارضة في جنيف، حيث تغير موقفها وأصبح أكثر واقعية وتفهما، وهذا مهم لإجراء الإصلاحات في سوريا وتغيير الدستور وتشكيل مؤسسات جديدة لإدارة الدولة وإجراء انتخابات نزيهة. لكن الانتصار على الإرهاب يتطلب تطبيع العلاقات بين المعارضة ودمشق”.
كما أشار بورودافكين إلى تغير موقف منصة “الرياض” من الرئيس السوري بشار الأسد، حيث لم تطالب باستقالته فورا كما كان سابقا. وهذا التغير لوحظ في موقف الولايات المتحدة وفرنسا أيضا.
غير أن التسوية السياسية للنزاع السوري لا تشمل المجموعات الإرهابية، التي تسيطر على مناطق واسعة وسط وشرق سوريا. لذلك، فإن القوات الحكومية السورية المدعومة بالقوة الجو-فضائية الروسية سوف تستمر في هجومها على مواقع هذه المجموعات.
سيريان تلغراف