حقق الجيش السوري تقدما جديدا في ريف الرقة الغربي ليقلص بذلك المسافة التي تفصله عن مطار الطبقة العسكري الخاضع للقوى الكردية الموالية لواشنطن وسيطر على عدد من المحاور الهامة هناك.
وتكمن أهمية المطار السوري المذكور حسب فريق واسع من الخبراء العسكريين والمراقبين، في نية واشنطن جعل الطبقة موطئ قدم لها في سوريا في إطار شغل الضفة الشرقية من نهر الفرات وتقسيم سوريا إلى شطرين على غرار ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
التقدم الذي يحرزه الجيش السوري في الآونة الأخيرة على المحورين الجنوبي والشرقي، يحظى حسب المراقبين بأهمية كبرى تقف وراءها روسيا والقوى المساندة لدمشق لإحباط الخطط الأمريكية غير المعلنة في سوريا، والأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام الأمريكية عشية لقاء بوتين وترامب في هامبورغ، شاهد على أهمية التطورات الأخيرة والتوتر المسجل على الجبهات السورية، الذي لا يمكن الحد منه إلا باتفاق روسي أمريكي واضح.
كما لا يغيب عن أصحاب هذا الطرح حادث إسقاط التحالف الدولي بقيادة واشنطن في الـ18 من الشهر الجاري طائرة “سو-22” حربية سورية بذريعة قصفها مواقع قريبة من تموضع المعارضة السورية المسلحة في الرقة، فيما أكدت دمشق أن طائرتها كانت في مهمة لضرب مواقع “داعش” هناك.
وفي آخر التطورات على الأرض، أفادت وكالة “سانا” الرسمية السورية للأنباء بتقدم كبير للجيش السوري في ريف الرقة الغربي، حيث كثف الطيران السوري ضرباته على أوكار “داعش”، بعد أن شن خلال الساعات الماضية سلسلة من الغارات على تجمعات التنظيم ومحاور تحركه جنوب وشرق محطة الفهدة وجنوب قرية بير أبو كبرى وخبرة الحالول.
وسبق للجيش السوري وأحكم مطلع الشهر الجاري بالتعاون مع القوات الرديفة سيطرته على كامل المنطقة الممتدة من الرصافة في ريف الرقة الجنوبي حتى بلدة أثريا في ريف حماة.
كما وسعت وحدات من الجيش السوري مدعومة من الحلفاء منذ بداية الشهر الجاري من نطاق سيطرتها في عمق البادية السورية وحاصرت حقل الهيل النفطي، وقضت على آخر تجمعات “داعش” في عدد من التلال الحاكمة شمال المحطة الثالثة لضخ النفط وصولا إلى تلة قارة المسكة.
كما تقدم الجيش السوري في محيط تلة الرمامين بريف تدمر الشرقي، في خطة يرى فيها العسكريون التفافا متدرجا من جميع المحاور على مطار الطبقة لجعله في مرمى النيران السورية وقطع الطريق على واشنطن وحلفائها الساعين لتقسيم سوريا، حسب الكثير من التكهنات التي يرجوا السوريون وحلفاؤهم خيبتها.
سيريان تلغراف