قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الخطأ الوحيد الذي ارتكبته سوريا هو “أننا صدقنا أن الغرب يمتلك قيما”، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى “أخطاء وثغرات والعيوب موجودة لدينا”.
الأسوأ بات وراءنا
وأكد الأسد في مقابلة مع قناة “ويون تي في” الهندية أن “الوضع على الأرض تحسن بسبب تراجع تنظيمي داعش والنصرة”، لكنه قال إن “القضاء عليهما يعتمد على وقف الدعم الذي يتلقاه التنظيمان من تركيا، وقطر، والسعودية، ومن دول أوروبية وغربية مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا بشكل رئيسي”.
وأعرب عن اعتقاده في أن الوضع الحالي “يشكل سمة لحقبة جديدة في العالم يُستخدم فيها الإرهاب لتنفيذ أجندة سياسية”.
بيد أنه أكد أن “الأمور تتحرك الآن في الاتجاه الصحيح، وهو اتجاه أفضل، لأننا نلحق الهزيمة بالإرهابيين، وما لم يقدم الغرب والدول الأخرى وحلفاؤهم والدمى التابعة لهم دعما هائلا لأولئك المتطرفين، فأنا متأكد أن الأسوأ بات وراءنا”.
لامبادرات سياسية حقيقية
واضاف: “إن من بدأ الصراع في سوريا هي قطر بإشراف من الدول الغربية”. وتابع “لم نرَ أية مبادرة سياسية حقيقية من شأنها أن تنتج شيئاً، رغم أن أستانا حققت نتائج جزئية من خلال إقامة مناطق تخفيف التوتر في سوريا، والتي شكلت تطوراً إيجابياً في هذا الصدد. لكن لا تستطيع أن تسمّي ذلك حلاّ سياسيا”.
دونالد ترامب
وفيما يتعلق بالإدارة الامريكية، قال الاسد إنه بعد انتخاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب “ثبت لنا، مرة أخرى، أن الرئيس يؤدي دوراً وحسب، وليس صانع قرار. إنه جزء من مجموعات ضغط مختلفة ومن الدولة العميقة.. ترامب، بعد أن أصبح رئيساً، ابتلع معظم وعوده وكلماته التي كان يتبجح بها خلال حملته الانتخابية”.
سر البقاء
وحول “سر” بقاءه على رأس السلطة في البلاد طوال 17 عاما قال الرئيس بشار الاسد، إنه “ليس سري أنا، بل هو السر السوري، الذي يتمثل في الدعم الشعبي. عندما تتمتع بالدعم الشعبي تستطيع أن تقف في وجه أي عاصفة”، مؤكدا أن “هذا هو السر ربما، والذي لم يكتشفه الغرب. لقد كانوا سطحيين جداً في تحليل الوضع في سوريا”.
الخروج .. التنحي.. المغادرة
وحول تفكيره بالخروج من سوريا أو التنحي والعيش خارج سوريا، قال الأسد “الرئيس يأتي من خلال الانتخابات، فإن التنحي يكون من خلال الانتخابات أيضاً، أو عندما تلاحظ أن الشعب السوري لن يدعمك، لأنك دون ذلك الدعم لا تستطيع أن تنجز أو تحقق شيئا. عندها ينبغي أن ترحل”.
واستطرد قائلا :”لأن الوضع ليس على هذا النحو، وأنت في وسط العاصفة، وسوريا في عين العاصفة، لا أستطيع القول إني سأستسلم وأُغادر. سيكون ذلك أنانيا جدا وغير وطني على الإطلاق. عندما تكون في وسط العاصفة، عليك أن تقوم بعملك كرئيس إلى أن يقول لك الشعب اذهب، ارحل، فإنك لا تستطيع أن تساعد بلدك. عندها ينبغي أن ترحل. هذا فيما يتعلق بمغادرة سوريا، لكن بالنسبة لي شخصيا، فإن مغادرة سوريا ليست خياراً. مذ كنت شابا، تربيت ونشأت كشخص لا يمكن أن يعيش إلا في بلده، وليس في أي بلد آخر”.