تطرقت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” إلى الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية؛ مشيرة إلى أن الطائرات الإسرائيلية تمتحن بذلك أعصاب القائمين على وسائل الدفاع الجوي الروسية.
جاء في مقال الصحيفة:
شنت الطائرات الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة غارات على مواقع في سوريا. ويفسر ساسة وجنرالات إسرائيل هذه الهجمات بأنها ضرورية لمحاربة عدوهم اللدود “حزب الله” اللبناني.
ويتراوح عدد الطائرات الإسرائيلية، التي تخترق المجال الجوي السوري، بين 5 و6 طائرات. وقد أعلنت وزارة الدفاع السورية مؤخرا عن إسقاط إحدى الطائرات الإسرائيلية، لكنها لم تقدم أي دليل على ذلك. في حين اعترفت إسرائيل على مضض بسقوط طائرة تجسس من دون طيار في سوريا.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد هدد قبل ذلك دمشق بأن إسرائيل سوف تدمر منظومات دفاعها الجوي إذا ما تعرضت طائراتها لهجمات من جانب هذه المنظومات. وقد ردت دمشق بأنها ستدافع عن أجوائها بالوسائل المتوفرة كافة. وهنا بدأت تفوح رائحة حرب جديدة “فرعية” في سوريا. علما أن إسرائيل على غرار الولايات المتحدة تنتهك الأجواء السورية من دون أي تصريح.
وصحيح أن إسرائيل تمتلك قوة جوية عسكرية يمكنها ضعضعة وسائل الدفاع الجوي السورية القديمة رغم وجود منظومات “إس–300” أو “بوك” بينها. لكن المضادات الجوية السورية تستطيع أيضا أن “تكشر عن أنيابها” لكل من يعتقد أنها أهداف سهلة، وخاصة أن الخبراء الروس قد دربوا جيدا السوريين العاملين عليها.
ولكن يظهر هنا عامل جدي جديد – منظومات الدفاع الجوي الروسية. ففي سوريا منظومات “إس–400” و “بانتسر” الصاروخية، التي تغطي أجواء قاعدة حميميم وطرطوس. فقد أعلن بعض الخبراء في الغرب أن طائرات “إف–16” تمكنت من الالتفاف على المنظومات الروسية وقصفت مواقع “حزب الله”، وآخرون أكدوا أن الرادارات الروسية لم تتمكن من “اكتشاف” الطائرات الإسرائيلية. علما أن الطائرات الإسرائيلية في حقيقة الأمر حالما تلقت إشارات الرادارات الأرضية ولت هاربة إلى مطاراتها، وهذه إشارة إلى أن الصواريخ كانت موجهة نحوها، دون أن تكمل مهمتها.
إن هذا اللعب الخطر بأعصاب الخبراء الروس والسوريين العاملين على منظومات الدفاع الجوي، وإن صمت منظومات “إس–400″ و”بانتسر” الصاروخية الروسية لا يعني أبدا ضعفها وعدم فعاليتها. فإذا استمرت إسرائيل في مهاجمة ليس فقط مواقع “حزب الله” بل وأيضا القوات الحكومية السورية، فإن المنظومات الروسية لن تسكت. لأن سكوتها سوف يسمح لأعداء موسكو بالحديث عن عدم فعالية منظومات الدفاع الجوي الروسية. وإن عدم تدخل روسيا سيكون دليلا على ضعفها. لذلك سيكون لزاما عليها الرد. ولكن من الأفضل عدم استفزازنا. فخبراء الصين والهند وإيران وتركيا تأكدوا من فعالية منظومات “إس–400” في أحد ميادين الاختبار داخل روسيا. وقد تمكنت هذه الصواريخ من إصابة الأهداف الطائرة بسرعة تفوق سرعة الصوت. لذلك فإن الطلب عليها يزداد يوما بعد آخر، وليس مستبعدا أن تطلب دمشق تزويدها بهذه المنظومات أيضا لأنها ليست مدرجة في قائمة الحظر على توريد الأسلحة إلى سوريا. وكل شيء هنا يتوقف على قرار القيادة السياسية الروسية، ووقاحة القوات الجوية الإسرائيلية.
سيريان تلغراف