تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى موافقة دمشق على قصف الطائرات العراقية مواقع الإرهابيين في سوريا؛ مشيرة إلى ارتباط تحسن العلاقات العراقية–السورية بتغير سياسة واشنطن في المنطقة.
جاء في مقال الصحيفة:
صرح عضو لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس الشعب السوري ساجي طعمة لـ “إيزفيستيا” بأن دمشق سمحت للقوات العراقية بتوجيه ضربات إلى الإرهابيين داخل سوريا. ويذكر أن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أعلن عن استعداد الطائرات العراقية لقصف مواقع وأماكن تجمع الإرهابيين داخل سوريا. ويرى الخبراء أن تعزيز التعاون بين البلدين في محاربة الإرهاب هو دليل على تغير تدريجي لسياسة واشنطن في المنطقة.
وقال ساجي طعمة: “نحن والعراق نواجه خطرا واحدا، حيث إننا نحارب “داعش”. وقد بدأ التنسيق منذ سنوات في عمليات محاربة الإرهاب. لذلك لم يكن ممكنا إطلاق مثل هذه التصريحات من دون موافقة دمشق على السماح للطائرات العراقية في تنفيذ العمليات داخل سوريا”. ولم يستبعد طعمة أن تقوم الطائرات السورية بملاحقة الإرهابيين داخل العراق في المنطقة الحدودية.
ويشير البرلماني السوري إلى أن الإرهابيين يهربون من الموصل ويحاولون اللجوء إلى دير الزور. لذلك، فإن القوات المسلحة العراقية تلاحق الإرهابيين حتى داخل سوريا.
ويذكر أن العبادي سبق أن أعلن عن استعداد القوات العراقية للقضاء على الإرهابيين ليس فقط داخل العراق، بل وفي البلدان المجاورة، ويقصد بذلك سوريا قبل غيرها. وقال: “لن أتردد لحظة واحدة في توجيه ضربات إلى مواقع الإرهابيين في الدول المجاورة، ونحن نستمر في محاربتهم”: مشيرا في الوقت نفسه إلى احترام سيادة دول الجوار.
وتجدر الإشارة إلى أن الطائرات العراقية شنت هجمات على مواقع الإرهابيين في مدينة البو كمال الحدودية داخل سوريا في نهاية فبراير/شباط الماضي. وقد أُعلن حينها عن أن التنسيق بشأن العمل تم مع السلطات السورية.
وكان قد افتُتح في بغداد مركز معلوماتي مشترك لمحاربة الإرهاب يعمل فيه خبراء من روسيا والعراق وسوريا وإيران. وبحسب المستشرق، الدبلوماسي الروسي السابق فياتشيسلاف ماتوزوف، فإن التنسيق بين بغداد ودمشق دليل على تغير جوهري في مواقف اللاعبين في المنطقة.
وأضاف أن “من الواضح أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كانت تمنع أعضاء التحالف الدولي ومن بينهم العراق من التعاون مع الحكومة السورية. والآن توجد في واشنطن سلطة جديدة لديها مواقف جديدة، وهذا يدل على تطور الأوضاع حول مدينة منبج السورية، حيث وافق الكرد المدعومون من واشنطن على تسليم جزء من الأراضي للقوات السورية. واستنادا إلى ما يجري، يبدو أن الولايات المتحدة تسمح لسلطات دمشق باستعادة النظام داخل البلاد”.
هذا وإن مسألة طرد “داعش” من الأراضي التي يحتلها هي مسألة وقت. فلقد اتخذت الإدارة الأمريكية قرارا مبدئيا بذلك. ولكن السؤال هو هل ستنتهي الأزمة بطرد الإرهابيين من المنطقة، أم أن عوامل أخرى ستبدأ في زعزعة استقرارها.
سيريان تلغراف