تطرقت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” إلى إرسال الولايات المتحدة مشاة البحرية إلى شمال سوريا؛ مشيرة إلى مناقشة الخبراء العواقب التي قد تنجم عن ذلك.
جاء في مقال الصحيفة:
أفادت وسائل الإعلام بأن الولايات المتحدة أرسلت إلى شمال سوريا بضع مئات من فيلق مشاة البحرية الأمريكية، المزودين بمدفعية ثقيلة، وذلك لدعم الهجوم الواسع المقرر على مدينة الرقة.
والعسكريون الأمريكيون والسياسيون يناقشون منذ زمن مسألة إرسال قوات برية أمريكية إلى سوريا لدعم القوات الكردية والعربية، التي تحارب “داعش”. علما أن القوات الأمريكية الخاصة موجودة هناك منذ زمن، وتقدم الدعم اللازم إلى مسلحي المعارضة السورية. أما الآن، فإن الحديث يدور عن تعزيز ملحوظ للوجود العسكري الأمريكي في سوريا في إطار الاستعدادات الجارية لاقتحام الرقة.
ويؤكد مصدر لصحيفة “واشنطن بوست” أن إرسال مشاة البحرية إلى سوريا ليس “منتَجا جانبيا” لمطالبة الرئيس دونالد ترامب بوضع خطة جديدة لمحاربة “داعش”، بل هو نتاج خطة وضعت خلال فترة زمنية محددة.
كما أكد مسؤولون في البنتاغون في موقع “Military.com” أن مشاة البحرية التابعين للفصيل الـ 11 لمشاة البحرية الأمريكية قد دخلوا الأراضي السورية قبل عدة أسابيع بهدف إنشاء قاعدة للمدفعية، التي جهز بها مشاة البحرية، وهي من نوع “هاوتزر إم 777” عيار 155 ملم ومداها الأقصى يتجاوز 30 كلم.
ويفترض أن تقدم القوات الأمريكية الدعم لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يشكل الكرد عمودها الفقري وكذلك إلى قوات “التحالف العربي السوري” في الهجوم على الرقة، من دون مشاركة فعلية. وبحسب الخبراء، فقد يصل عدد مسلحي “داعش” في الرقة إلى 4 آلاف شخص.
ويذكر أن هذه العملية قد أجريت في السنة الماضية في مدينة الموصل، حيث أرسل مشاة البحرية إلى المنطقة مجهزين بالمدفعية الثقيلة، لتوفير الغطاء اللازم للقوات العراقية والوحدات الكردية، التي تهاجم الموصل.
وتشير وسائل الاعلام أيضا إلى إرسال ما يقارب من 100 عسكري أمريكي من قوات الرينجرز إلى منطقة مدينة منبج شمال سوريا لمنع وقوع اشتباكات بين فصائل المعارضة نفسها. كما ترسل الولايات المتحدة ما يقارب من 1000 عسكري احتياطي إلى الكويت، حيث يمكن عند الضرورة الزج بهم في المعارك ضد “داعش”.
يقول المستشرق أندريه سيرينكو إن إرسال مشاة البحرية الأمريكية إلى سوريا كانت خطوة متوقعة، و “من الصعوبة تصور قيام إدارة أوباما بذلك، من دون رد فعل موسكو ودمشق، وخاصة أن دمشق لم تدع واشنطن إلى سوريا، وأن بشار الأسد طلب من روسيا وإيران المساعدة، ومع ذلك نلاحظ صمت موسكو ودمشق، على خلفية سعي الولايات المتحدة لاستعادة الرقة من “داعش””.
ومن الواضح أن “العمل الرئيس في إنهاك قوات العدو تقوم به القوات العراقية والبيشمركة الكردية في الموصل والوحدات الكردية في سوريا. ولكن عندما يحل اليوم الحاسم، سيدخل الأمريكيون إلى الرقة. وبالطبع سيشاركون في المعارك الأولية التي تسبق استعادة المدينة. ولكن ليس هناك أدنى شك في تقديم استعادة المدينة على أنه نصر أمريكي”.
وبـ “الكاد سيتمكن “داعش” من المقاومة، وبالكاد سنشاهد في الرقة ما يحصل في الموصل العراقية، لأن المجموعات الإرهابية الأخرى في سوريا تنسحب من الأراضي التي تحت سيطرتها”.
من هنا “يتضح أن النصر الأمريكي في الرقة مضمون. بيد أن المشكلة تكمن في أن الأمريكيين بعد استعادة المدينة لن يتخلوا عنها، وأن إرسال القوات إلى سوريا لا يعني إرسال وحدات للقتال، بل إن مهمتها ستتمثل بضمان السلام بعد النصر. أي عليهم ضمان الوجود الأمريكي في سوريا بهذه الصورة أو تلك”.
ويعتقد سيرينكو أن “رفض الولايات المتحدة تنسيق العمليات مرتبط بهذا. لأنه ببساطة سيكون عليها التنسيق مع روسيا حتى بعد استعادة الرقة، وهي غير مستعدة لذلك، لأنه لا يكفيها النصر في الحرب، وهي تريد تحقيق السلام وحدها، لكي تحدد بعد ذلك مستقبل سوريا بعد الحرب. لذلك، فإن القيادة السورية ستفقد الرقة والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها الولايات المتحدة بعد تحرير المدينة”.
سيريان تلغراف