نشرت صحيفة “إيزفيستيا” اعترافات أحد قادة المعارضة في سوريا عن تعاونهم مع المجموعات الإرهابية في حلب، مشيرة إلى أن هذه الاعترافات لم تكن بالنسبة لموسكو ودمشق خبرا جديدا.
جاء في مقال الصحيفة:
أعلن أحد قادة المعارضة السورية الخارجية بأن “المجموعات المعتدلة” مضطرة للتعاون مع الارهابيين في حلب. في موسكو اعتبروا هذه التصريحات سخيفة في ظل الخطوات التي تتخذها موسكو الرامية إلى تخفيف الأوضاع الإنسانية في الجزء الشرقي من حلب. وفي سوريا يقولون بأن الفوارق بين الارهابيين والمعارضة محيت منذ زمن، ويؤكدون على أن حلب ستحرر عاجلا أم آجلا.
يقول خالد خوجة أحد زعماء اللجنة العليا للمفاوضات، إن المعارضة المسلحة مضطرة للتعاون مع الارهابيين، لأن السكان محاصرون في الجزء الشرقي من حلب، وان المعارضة المسلحة التي تحاول حمايتهم ليس أمامها خيار آخر سوى قبول المساعدات التي يقدمها المسلحون الإسلاميين. واضاف مؤكدا على ان المقصود هنا “جبهة النصرة”.
وقد أعلنوا في روسيا وسوريا بأن تصريحات خالد خوجة ليست خبرا جديدا. فقد صرح النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف لـ “إيزفيستيا”، بأن تصريحات خوجة دليل على استمرار عملية ارتباط “المعتدلين” بالإرهابيين وعدم رغبتهم في البحث عن سبل للخروج من الأوضاع السائدة في حلب.
واضاف: “نحن نراقب عملية اندماج الارهابيين بالمعارضة المعتدلة. فهل يعني هذا بأنه ليس لديهم “مخرج” ؟. ليتوجهوا بطلب إلى الولايات المتحدة لمساعدتهم في الانفصال عن “جبهة النصرة”، ولكنهم لا يفعلون هذا، وبدلا منه يقبلون مساعدات الارهابيين ويقاتلون إلى جانبهم ويقصفون الأحياء السكنية في حلب ويقتلون المدنيين الذي يبدون رغبة في مغادرة اماكنهم خلال الممرات الإنسانية، ويتسترون على جرائمهم بتصريحات عن عدم وجود خيار آخر أمامهم”.
ومع ذلك أعلنت روسيا الهدنة وفتحت الممرات الإنسانية لخروج المدنيين، وكذلك السماح للمسلحين بالخروج من حلب بأسلحتهم. عمليا عدد ضئيل من المعارضة المسلحة استغل هذه الفرصة. ولكن هذه الحالة لا يمكن أن تستمر طويلا . لأنه في لحظة ما سيستأنف الهجوم على مواقع الارهابيين، وتستأنف طائرات القوة الجو – فضائية الروسية والطائرات السورية غاراتها على مواقع الارهابيين.
تشير وسائل الاعلام العربية إلى أن المسلحين كثفوا عمليات القصف على الجزء الغربي من حلب الذي تسيطر عليه قوات الحكومة السورية، ما تسبب في وقوع ضحايا بين المدنيين.
وتجدر الاشارة إلى أن روسيا وسوريا اوقفتا منذ أكثر من أسبوعين الغارات الجوية على الارهابيين في حلب، وفتحتا ستة ممرات إنسانية لخروج المدنيين وممرين لخروج المسلحين بأسلحتهم. ولكن كل من يحاول مغادرة الجزء الشرقي يتعرض إلى اطلاق النار من جانب الارهابيين. إضافة لهذا وزع الإرهابيون منشورات يطلبون من كل من يرغب في مغادرة الجزء الشرقي من المدينة دفع مبلغ 150 ألف ليرة سورية (حوالي 300 دولار)، هذه المنشورات تحمل توقيع “المجلس العسكري الأعلى لجيش الفتح”.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية بأنه بناء على قرار الرئيس فلاديمير بوتين وبموافقة دمشق تقرر اعلان هدنة جديدة يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تبدأ في الساعة التاسعة صباحا وتنتهي في السابعة من مساء اليوم نفسه.
وجاء في بيان الوزارة “بما أن زملاءنا الأمريكيين عاجزون عن فصل المعارضة عن الإرهابيين، فإننا نتوجه مباشرة إلى قادة جميع المجموعات المسلحة وندعوهم إلى وقف المعارك والخروج من حلب بأسلحتهم. ولأجل ذلك تم فتح ممرين، خاليين تماما من القوات الحكومية والمعدات العسكرية”.
من جانبه أعلن عضو مجلس الشعب السوري عمار بكداش للصحيفة، بأنه بعد اعلان المعارضة السورية الخارجية يجب أن لا يبقى أي شك بشأن عزم دمشق تحرير حلب من المسلحين.
وأضاف لقد أكد خالد خوجة على ما تشير إليه السلطات السورية عن وجود تحالف بين مجموعات ما يسمى “المعارضة المعتدلة” والارهابيين. لقد اعترف خوجه بعدم وجود فروقات بينهما وانهما يستخدمان قوى خارجية لتقويض سيادة سوريا الوطنية. وتعتبر حلب مدينة مهمة من الناحية الاستراتيجية، لذلك سوف تبذل السلطة كل ما بوسعها لاستعادة السيطرة الكاملة عليها.
سيريان تلغراف