Site icon سيريان تلغراف

منظمة معاهدة الأمن الجماعي : مبادرة إرسال قوات المنظمة إلى سورية لا تبدو مضيئة “لمن يقع في هذا الجحيم”

نقلت صحيفة “إزفيستيا ” الروسية عن نيقولاي بورديوجا الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي يوم 1 يونيو/حزيران قوله إن مشاركة قوات الرد السريع التابعة للمنظمة في حل النزاع السوري أمر ممكن نظريًا. لكنه لفت الانتباه إلى أن مثل هذه المبادرة تبدو مبادرة مضيئة للسياسيين فقط. وقال نيقولاي بورديوجا:” من وجهة نظر الاتفاقيات والأحكام المدونة في النظام الداخلي للمنظمة فإن رجال حفظ السلام للمنظمة يمكن استخدامهم بموجب تفويض من مجلس الأمن الدولي سواء في أراضي الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي أم خارجها. ويعتبر هذا الأمر ممكنا نظريا.  لكنه بحاجة إلى تحليله على صعيد الممارسة والشئ الرئيسي الاتفاق عليه مع الشركاء”.

وتفيد الصحيفة بأن إيغور يورغينس رئيس معهد التنمية المعاصرة طرح مبادرة إدخال  قوات حفظ السلام في سورية.ويرى يورغينس أن موقف روسيا يضعف، علما ان موسكو تصر على  سيادة سورية. أما الغرب فيشعر بأن روسيا مستعدة لأن تضحي بحقوق اللإنسان مقابل الحفاظ على استقلال الدولة. واقترح رئيس معهد التنمية المعاصرة قائلا:” يجب اتخاذ موقف أكثر مرونة في سورية. فلنطرح مبادرة إرسال قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى سورية. وعددها  20 ألف عسكري مسلح ومدرب جيدا. وذلك لمساعدة كوفي عنان وعلى حسابنا”.

وأعاد الخبير الروسي إلى الأذهان  قرار الامم المتحدة ” المسؤولية  عن الحماية” الذي  ينص على حق الأسرة الدولية بالتدخل عسكريا باعتباره خطوة  أخيرة في حال عجز الدولة عن  حماية مواطنيها من الجرائم الموجهة ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم. ويقول نيقولاي بورديوجا إن اتفاقية استحداث القوات الجماعية للرد السريع التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي  تقضي بإمكانية الفصل بين الأطراف. أما الوضع في سورية  فيقضي  بتنفيذ عملية إرغام الاطراف على الجنوح الى السلام وقبل كل شيء  بالنسبة إلى المقاتلين او بالاحرى أولئك الذين يحاولون معالجة المهام السياسية بحمل السلاح  وليس في إطار دستور الدولة.

وبرأي نيقولاي بورديوجا إن مبادرة إرسال قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى سورية  هي مبادرة مضيئة للسياسيين بل ليس لمن  يزج به في هذا الجحيم ضمن قوات الرد السريع. علما أن المعارك تدور هناك باستخدام الأسلحة الثقيلة من قبل الجانبين.

وكانت وسائل الإعلام قد أفادت في وقت سابق أن رؤساء الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي أعلنوا في قمة المنظمة في منتصف مايو/أيار بموسكو أن التناقضات السياسية الداخلية في الدول العربية يجب أن تحل دون تدخل خارجي. وجاء في البيان الصادر في أعقاب القمة بصورة خاصة:”  تثير التطورات الأخيرة في سورية وحولها قلقا جديا. وإننا ندعو إلى تجاز الأزمة بسرعة من قبل السوريين أنفسهم مع مراعاة السيادة”.

المصدر: وكالة “إنترفاكس – آ في أن ” الروسية للأنباء

Exit mobile version