نشرت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” رأي الخبير العسكري بوريس روجين؛ مشيرة إلى أنه حدد بأصابعه أمكنة تموضع القوات في سوريا.
جاء في مقال الصحيفة:
وجه دونالد ترامب المرشح الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى روسيا، لأنها بحسب قوله تتعامل مع زعماء الولايات المتحدة بغير احترام، ولأنها هي التي انتهكت اتفاق الهدنة في سوريا.
وقد طرحت “موسكوفسكي كومسوموليتس” على الخبير العسكري بوريس روجين (المعروف في الشبكة العنكبوتية بالكولونيل كاساد) بعض الأسئلة حول الوضع في سوريا.
يقول الخبير إن تغييرات استراتيجية كثيرة ستحدث بعد فشل الاتفاق الأمريكي–الروسي بشأن سوريا. فروسيا ستزيد قواتها الجو–فضائية هناك، ومنظومات الدفاع الجوي، وعدد وحداتها البرية، وكذلك توريدات الأسلحة للجيش السوري. كما أن الطراد الثقيل حامل الطائرات “الأميرال كوزنيتسوف” المرابط في البحر المتوسط سيشارك في العمليات. وسوف تشمل التغييرات عمليات الاستطلاع لتشمل الدول الأعضاء في الناتو العاملة في المنطقة، لضمان أمن النظام السوري من عدوان خارجي.
أما الولايات المتحدة، فإنها قد شرعت منذ مدة بتنفيذ عمليات برية في سوريا. فقواتها الخاصة تنشط في شمال سوريا، حيث تم إعداد قاعدة جوية تستقبل طائرات النقل العسكرية وتنطلق منها الطائرات من دون طيار. كما ترابط في هذه القاعدة المقاتلات الأمريكية “أ-10″، إضافة إلى “وحدات حماية الشعب” الكردي التي يوجد فيها عسكريون أمريكيون بزي كردي. وهذه الوحدات تلقت من الولايات المتحدة أسلحة وذخيرة، من بينها صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات.
كما تفكر الولايات المتحدة بزيادة عدد وحداتها العسكرية في العراق وسوريا. والمقصود هنا القوات الخاصة والمستشارون والمدربون. ذلك، إضافة إلى أنها زادت كمية الأسلحة التي توردها إلى “المعارضة المعتدلة”، ومن بينها أنواع مختلفة من صواريخ الدفاع الجوي المحمولة “ستينغر”.
وتتلقى المعارضة المسلحة السورية هذه الأسلحة عبر قنوات وكالة الاستخبارات المركزية، وتصل قيمتها إلى ملايين الدولارات. كما أن المعارضة تشتري الأسلحة من بلدان أوروبا الشرقية، وكذلك من الدول الأعضاء في الناتو.
وبحسب قول روجين، يبلغ تعداد المسلحين الذين يقاتلون تحت راية “داعش” 80 – 90 ألف مسلح، منهم 50 – 55 ألفا يتمتعون بقدرات قتالية. كما لدى التنظيم وحدات مزودة مجهزة على غرار الجيش النظامي، حيث توجد تحت سيطرتها المعدات العسكرية التي استولى عليها التنظيم مثل دبابات “أبرامس” وناقلات المشاة المدرعة “بريدلي”.
ويضيف الخبير أن المسلحين “المعتدلين” لا يعتمدون على الولايات المتحدة فحسب، بل وعلى تركيا، للحصول على الامدادات. وهناك مجموعات مرتبطة بـ “جبهة النصرة” كما في حلب. أي أن المعارضة المعتدلة تستلم المساعدات والأسلحة من الغرب وتتقاسمها مع الإرهابيين. وليس للولايات المتحدة أدوات فعالة لفصل هذا الخليط المعارض للأسد عن “جبهة النصرة”، لذلك فشل اتفاق الهدنة.
لقد حاولت الولايات المتحدة إنشاء كردستان الكبرى على أراضي العراق وتركيا وسوريا وتركيا، ولكن بعد إعادتها النظر باستراتيجيتها، تحاول إنشاءها في شمال سوريا. وبشار الأسد يعارض ذلك، وكذلك تعارض تركيا التي تحارب الأكراد هذا الأمر بشدة، لأن إنشاء مثل هذه الدولة في شمال سوريا يهدد وحدتها. لذلك فقد دقت تركيا إسفينا بين الجيبين الكرديين بدخول قواتها إلى سوريا بحجة محاربة الإرهابيين. وهذا الأمر وضع الولايات المتحدة بين نارين: فهي من جانب لا تريد التخلي عن الأكراد، ومن جانب آخر لا تريد قطع العلاقة مع تركيا. وهذا صعب، لأن لتركيا مهمات في المنطقة تتعارض مع المهمات الأمريكية.
وعما إذا كان الوضع سيتغير بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، قال الخبير “الكولونيل كاساد”: أيا تكن نتائج هذه الانتخابات، فإن الولايات المتحدة سوف تستمر في تعزيز الناتو في أوروبا الشرقية، وهذا ما يتحدثون عنه في البنتاغون. وإذا انتخبت هيلاري، فإن هذا يعني استمرار الحرب الباردة، أما إذا انتخب ترامب فالأمر غامض.
سيريان تلغراف