أثارت التقارير عن استخدام مسلحي المعارضة السورية في ريف درعا صواريخ “كوبرا” لمواجهة الطيران الحربي السوري، مخاوف من شروع بعض دول الخليج بتسليح هذه المعارضة بأسلحة حديثة مضادة للجو.
وتناقلت صفحات إلكترونية تابعة للمعارضة السورية صورا تبين استخدام تلك الصواريخ الحرارية، التي قيل إنها جاءت من “أصدقاء الشعب السوري” في إطار زيادتهم للدعم المقدم للمعارضة السورية.
وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قد أورد هذا الخبر، موضحا أن الحديث يدور عن صواريخ “كوبرا” المضادة للطائرات، بالتزامن مع وصول دفعة جديدة من صواريخ “تاو” الأمريكية المضادة للدروع.
ونقل “المرصد” عن مصادر عدة أن عناصر من الفصائل استخدموا صواريخ “كوبرا” يوم الاثنين 10 أكتوبر/تشرين الأول للتصدي لطائرات حربية شنت سلسلة غارات على بلدة داعل بريف درعا الشمالي التي يسيطر عليها “لواء الكرامة” التابع لـ “الفيلق الأول” المنضوي تحت لواء “الجبهة الجنوبية”. ونقل المرصد عن مصادر قولها إن مسلحي المعارضة “استخدموا قذيفة صاروخية على الأقل من نوع “كوبرا”، إلا أنها لم تصب أي هدف بسبب قيام الطائرات الحربية بإلقاء بوالين حرارية بعد تنفيذ غاراتها”.
وذكر المرصد أن هناك معلومات “تؤكد وصول مئات المضادات من نوع “كوبرا” إلى الفصائل في سوريا، قادمة من أسواق أوروبا الشرقية بتمويل عربي، فيما دخلت آلاف الصواريخ من نوع “غراد” إلى مجموعات من الفصائل العاملة في مناطق سورية عدة، بالتزامن مع دخول دفعة من صواريخ “تاو” الأمريكية إلى مجموعات أخرى في سوريا”.
وأكد أحد القادة الميدانيين في “الجيش الحر” في تصريحات صحفية أن مسلحي الفصائل في ريف درعا استخدموا صواريخ “كوبرا” بالفعل، لكنه نفى تلقيهم هذه الصواريخ من الخارج، وأصر على أنها “صواريخ من الجيل القديم”، استولت عليها المعارضة المسلحة بعد سيطرتها على اللواء 82 (التابع للحكومة السورية) في مدينة الشيح مسكين مطلع عام 2015.
وقال القيادي إن المعارضة بدأت باستخدام الصواريخ من هذا النوع في عام 2013، بعد سيطرتها على اللواء 38 في بلدة صيدا بريف درعا، مشددا على أن مدى تلك الصواريخ لا يتجاوز 2500 متر، وهو أمر يصعب استخدامها لضرب الطائرات الحربية.
ومن اللافت أن الغموض يكتنف ليس بمصدر الصواريخ فحسب، وبل حول ماهيتها، علما بأن هناك نوعين من صواريخ “كوبرا” – سوفيتية وسويسرية الصنع -، لكن كل هذه الصواريخ مضادة للدبابات، ولا يمكن استخدامها إلا ضد مروحيات تحلق على ارتفاعات منخفضة جدا.
ويبدو أن الحديث يدور في حقيقة الأمر عن صواريخ “ستريلا-2” (أو سام 7 أو “غرايل” وفق تصنيف حلف الناتو) الذي لسبب ما بدأ مسلحو المعارضة يطلقون عليها اسم “كوبرا”، وهي صواريخ مضادة للجو تطلق من على الكتف، وتستخدم لضرب أهداف ذات الارتفاع المنخفض، حيث يبلغ مدى الصاروخ 3700م بإرتفاع يصل إلى 1500م وبسرعة 430 مترا بالثانية.
وكان مسؤولون أمريكيون قد هددوا بأن “حلفاء واشنطن في المنطقة” سيبدؤون بتزويد المعارضة السورية بصواريخ حديثة مضادة للجو، ردا على انهيار الهدنة الأخيرة بسوريا. وتحدثت تقارير عن بدء التوريدات، ولا سيما إلى حلب، لكن المعارضة السورية نفت تلك الأنباء.
سيريان تلغراف