أفاد ماثيو لي الصحفي المختص بالشؤون الدولية في وكالة أسوشييتد برس بأن روسيا تمكنت وإلى حد كبير من استعادة هيبتها وسمعتها في الساحة الدولية.
وفي حديث له مع قناة ” فوكس نيوز” الأمريكية أشار ماثيو لي إلى أن كل الدول تسعى لتلبية مصالحها الوطنية ولذلك يجب على واشنطن أن تقنع موسكو بأن مصالح الجانبين متشابهة، بدلا من محاولة التقريب بينهما. وبغض النظر عمن سيصبح الرئيس القادم للولايات المتحدة، سيضطر إلى التعامل مع روسيا.
وقال ماثيو لي: “انغمست روسيا في النزاع السوري عسكريا، وبدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وفي بعض المناطق من جورجيا. وهناك من يتهمها حتى بمحاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، اضطرت إدارة أوباما لأن تعترف بأن التعاون مع روسيا – يبقى السبيل الوحيد تقريبا لتحقيق نتائج في حل العديد من المشاكل الصعبة في العلاقات الدولية “.ويؤكد الخبراء أنه وبدون روسيا لم يكن من الممكن قط تحقيق اتفاقية البرنامج النووي الإيراني.
وشدد الصحفي على أن الرئيس فلاديمير بوتين والكثيرين في روسيا يسعون لاستعادة هيبة بلادهم كما كان الحال خلال العهد السوفيتي. ونجح بوتين في جعل روسيا لاعبا هاما في الكثير من بقاع الأرض. روسيا تعلب الدور الهام في الشرق الأوسط وفي حل المشكلة النووية الكورية. ودعا الروس إلى عقد لقاء بين الزعيمين الإسرائيلي والفلسطيني لتحريك التسوية في تلك المنطقة. والخلاصة يمكن القول من الممكن أن تحب روسيا أو تكرهها ولكن لا يمكن أن تتجاهلها.
وقال ماثيو لي: “حاولت إدارة بوش وكذلك إدارة أوباما التأثير على روسيا بكل ما يمكن من القوة لإجبارها على تنفيذ ما ترغب به الولايات المتحدة ولكن بدون فائدة. المهم هنا أن هذه الدولة تسعى لتحقيق مصالحها وبوتين ينفذ ما يعتبره مفيدا والأفضل لترسيخ وحماية مصالح روسيا. وموسكو ترغب بإبراز القوة الروسية (في الخارج)، لذلك انغمس الروس بنشاط في النزاع السوري وباتت لديهم قواعد هناك توفر لهم التواجد في شرق البحر الأبيض المتوسط حيث يحكم حليفهم بشار الأسد.
الدول تعمل دائما وفقا لمصالحها القومية سواء كانت روسيا أو الولايات المتحدة أو الصين، ولذلك يجب على واشنطن أن تقنع موسكو بأن مصالح الجانبين متشابهة.
سيريان تلغراف