تناولت صحيفة “ترود” الغارات الجوية لطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مواقع الجيش السوري في دير الزور؛ مؤكد أنها تمت بالتنسيق مع “داعش”.
جاء في مقال الصحيفة:
قبل مهاجمة مواقع قوات الحكومة السورية في دير الزور، أجرى ضباط أمريكيون محادثات مع مسلحي “داعش”. هذا ما أعلنته رئيسة مجلس الشعب السوري هدية عباس للصحافيين يوم 26 سبتمبر/أيلول الجاري.
وبحسب قولها، فقد تمكن الجيش السوري من التقاط وتسجيل هذه المحادثات. و”طلبت القوات الأمريكية من “داعش” مهاجمة مواقع القوات الحكومية السورية بعد انتهاء الغارات الجوية”. كما وعدت هدية عباس بنشر إثباتات العملية المشتركة التي نفذها الأمريكيون مع “داعش” لاحقا.
ويذكر أن طائرات أمريكية وبريطانية ودنماركية قصفت لمدة ساعة مواقع القوات الحكومية السورية في دير الزور يوم 17 سبتمبر/أيلول الجاري، ما تسبب في مقتل 62 وجرح حوالي 100 آخرين.
وبعد توقف الغارة الجوية، شن مسلحو “داعش” هجوما على هذه المواقع وتمكنوا من السيطرة على بعضها. ولكن قوات الحكومة السورية تمكنت لاحقا من استعادة السيطرة على غالبيتها بفضل الهجمات المعاكسة التي شنتها.
وبحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء، انتقمت موسكو بإطلاق ثلاثة صواريخ مجنحة من نوع “كاليبر” من البحر الأبيض المتوسط على مركز قيادة “داعش” في جبل سمعان بمحافظة حلب. ونجم عن هذه الهجمة الصاروخية مقتل حوالي 30 ضابطا أمريكيا وبريطانيا وتركيا وسعوديا وقطريا، وكذلك ضباطا من الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”، الذين كانت مهمتهم تتمثل في تنسيق عمل مسلحي ما يسمى “المعارضة المعتدلة” في حلب وادلب.
وقد اعترفت واشنطن بمهاجمة طائراتها مواقع قوات الحكومة السورية. وبحسب قول وزير خارجية روسيا، قدم الجانب الأمريكي الاعتذار إلى الجانب السوري خلال المحادثات التي جرت خلف أبواب مغلقة عن هذا الحادث.
ويشير المعلقون إلى أنه على الرغم من أن واشنطن ولندن اعترفتا بالخطأ، فإن ذلك لم ينعكس في السياسة العلنية. فقد أصبح معلوما في 20 سبتمبر/أيلول الجاري تدمير قافلة المساعدات الإنسانية لسكان مدينة أورم الكبرى الواقعة في ضواحي حلب. وقد أدى هذا الهجوم وفق وسائل الإعلام الغربية إلى تدمير 18 شاحنة ومقتل 12 شخصا بين سائق وممثل للمنظمات المرافقة للقافلة.
وأعلنت الأمم المتحدة عن عدم معرفتها بتفاصيل الهجوم، في حين أعلنت واشنطن بعد ساعات من وقوعه بأن الهجوم نفذته طائرات سورية أو روسية.
وقد ردت وزارة الدفاع الروسية بنشر صور وشريط فيديو عن الحادث تثبت غياب أي أثر لانفجار الصواريخ والقنابل حتى على مقربة من القافلة. وبحسب رأي بعض الخبراء، تم التحضير لهذه العملية من قبل المسلحين الموالين للولايات المتحدة بهدف تبرير فشل الهدنة.
سيريان تلغراف