قالت وسائل إعلام أمريكية إن واشنطن تعكف على دراسة خطة لتسليح المقاتلين الأكراد المنخرطين في الحرب ضد “داعش” بشكل مباشر، مشيرة إلى تغيير لافت من شأنه زيادة التوتر بين واشنطن وأنقرة.
وأوضحت صحيفة “The New York Times” الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول أن مجلس الأمن القومي كان منكبا على دراسة الخطة حين طلب الرئيس أوباما من مساعديه تقديم مقترحات يمكن أن تسهم في تسريع المعركة مع “داعش”، معبرا عن رغبته في تنفيذ هجوم كبير لطرد التنظيم من معقله الرئيس في مدينة “الرقة” شمال سوريا قبل انتهاء ولايته.
ولفتت الصحيفة إلى أن قرار البت في تسليح الأكراد السوريين صعب على أوبما الذي يحاول الموازنة بين طموحات تركيا الإقليمية والسياسية ومساعدة الأكراد، والولايات المتحدة تجتاح لهذين الحليفين المتحاربين للقضاء على “داعش”.
وأشارت المصدر في هذا الصدد إلى أن تزويد الأكراد السوريين، الشريك الأكثر فعالية على الأرض ضد “داعش” بالأسلحة لأول مرة بشكل مباشر، من شأنه أن يعطي زخما للهجوم على الرقة، لكنه سيؤدي أيضا إلى تفاقم توتر العلاقات القائم بين أوباما والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
هذه الخطة أعدت من قبل القيادة المركزية المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتقترح تزويد الأكراد السوريين بالأسلحة الخفيفة والذخيرة، وبعض المعدات الأخرى الضرورية لتنفيذ مهمات محددة، وتستثني الأسلحة الثقيلة مثل تلك المضادة للدبابات أو الطائرات.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن القادة العسكريون الأميركيون يرون في خطة تسليح المقاتلين الأكراد حافزا لبقائهم في ميدان الحرب ضد “داعش”، واعترف قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل في هذا الإطار بأن الوضع العسكري والسياسي على الحدود السورية التركية بعد التدخل العسكري التركي قد أبطأ وتيرة الاستعدادات لطرد التنظيم من الرقة، وقد قال الأسبوع الماضي خلال مؤتمر لشؤون الأمن نظمه معهد دراسة الحرب: “نحن لا نتحكم بالإطار الزمني للعملية”.
كما نقلت “The New York Times” عن مقربين من الجنرال جوزيف فوتيل أنه أعرب عن قلق أشد في مجالسه الخاصة بشأن إمكانية المحافظة على زخم الحرب ضد “داعش”، بخاصة إذا تواصل الصدام بين الأكراد السوريين وتركيا، مضيفة أنه أكد الأسبوع الماضي على ضرورة أن تؤدي بلاده دورا قياديا على الجانبين، وأن تركز على هزيمة تنظيم “داعش”.
وكان البنتاغون خلال السنتين الماضيتين قد زود مجموعة مقبولة من تركيا تقاتل “داعش” وتضم أقلية من العرب السوريين وأغلبية مهيمنة من الأكراد بأسلحة الخفيفة وذخائر ومعدات أخرى، بحسب الصحيفة.
ووفقا للقيادة العسكرية الأمريكية في العراق، فقد تم إمداد المسلحين السوريين بنحو 350 شحنة عن طريق الجو وعن طريق البر، ولم تسلم الولايات المتحدة بشكل مباشر أسلحة للأكراد السوريين مراعاة لتركيا.
وذكرت الصحيفة أن البنتاجون قد أعلن الأسبوع الماضي عن وصول قوات أمريكية خاصة إلى شمال سوريا للعمل جنبا إلى جنب مع القوات التركية ضد “داعش”، مؤكدا أن نحو 36 عسكريا أمريكيا سوف يعملون في مجال “تقديم المشورة والمساعدة”.
سيريان تلغراف