ذكرت صحيفة “كوميرسانت” أن السلطات السورية، بعد انقضاء أسبوع على نظام وقف إطلاق النار، الذي كانت تخرقه المعارضة، تجد نفسها في حل من الالتزام به.
جاء في مقال الصحيفة:
لم تُراعَ نتائج الاتفاق الروسي–الأمريكي بشأن الهدنة في سوريا سوى سبعة أيام فقط. فيوم الاثنين 19سبتمر/أيلول الجاري انتهى سريان مفعول نظام وقف الأعمال الحربية، الذي أعلنت عنه يوم الـ 12 منه القوات الحكومية السورية وقوى المعارضة، من دون أن يعلن أي من الأطراف المتصارعة عن رغبته بتمديد الاتفاق، الذي انتهك مرات عديدة، ولم تتحقق إحدى المهمات الرئيسة – فتح الطريق أمام قوافل المساعدات الإنسانية إلى سكان حلب المحاصرة.
ويعتقد الخبراء، الذين استطلعت “كوميرسانت” آراءهم بشأن تمديد الهدنة، بالانخفاض الشديد لحظوظ تمديد الهدنة واستمرار الحوار الروسي–الأمريكي. وذلك بعد الغارات التي شنتها طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مواقع القوات السورية التي تحارب “داعش” في منطقة دير الزور.
وقد اعلنت قيادة القوات السورية يوم الاثنين أن اتفاق الهدنة لم يعد ساريا. ومن جانب آخر، صرح عضو الهيئة العليا للمفاوضات جورج صبرا لوكالة أسوشيتد برس بأن قوات الحكومة السورية انتهكت اتفاق الهدنة 254 مرة خلال أسبوع، وقال إن “مئات الألوف من سكان حلب كانوا ينتظرون من الهدنة فتح الطريق لوصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة. لكن الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والأدوية والمستحضرات الطبية بقيت واقفة على الحدود السورية–التركية. لذلك أعتقد أن الهدنة توجد في حالة موت سريري”.
وكان الجنرال سيرغي رودسكوي، رئيس ادارة العمليات في هيئة الأركان العامة، قد أعلن، يوم الاثنين 19 سبتمبر/أيلول الجاري، أن القوات الحكومية السورية هي الجهة الوحيدة التي التزمت بنظام الهدنة في سوريا، وهذا بحسب رأي روسيا أصبح من دون معنى. وبحسب قوله، انتهكت أطراف المعارضة اتفاق الهدنة خلال أسبوع 302 مرة غالبها في حلب، ما تسبب بمقتل 63 شخصا وإصابة 252 آخرين. كما فقدت القوات الحكومية السورية 153 شخصا. وقد اتهم روتسكوي الجانب الأمريكي والمجموعات المعارضة الذي يدعمها، بعدم الالتزام بأي نقطة من النقاط التي تضمنها اتفاق جنيف للهدنة. وأضاف أن الجانب الروسي يلاحظ عدم فصل المعارضة المعتدلة عن “جبهة النصرة” بل على العكس يجري دمجهما، وإعدادهما للقيام بهجوم واسع.
ويذكر أنه يوم 9 سبتمبر/أيلول، توصل وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري في جنيف إلى اتفاق بعد 14 ساعة من المناقشات يتضمن حزمة من خمس اتفاقيات بشأن وقف إطلاق النار في سوريا وفك ارتباط المعارضة المعتدلة، ورد الفعل على انتهاك الاتفاق ومسألة إيصال المساعدات الإنسانية.
وقد وافقت حكومة دمشق وعدد من أطراف المعارضة على هذا الاتفاق. ولكن مجموعات المعارضة الأخرى ومن ضمنها “أحرار الشام” التي تعدُّها الولايات المتحدة من ضمن “المعارضة المعتدلة” رفضت وقف إطلاق النار والالتزام بالهدنة. ومع ذلك، تؤكد العواصم الغربية أن دمشق هي التي انتهكت الاتفاق، وهذا ما صرح به وزير خارجية فرنسا جان-مارك إيرولت، الذي أكد أن قصف مواقع قوات الحكومة السورية في دير الزور كان نتيجة خطأ. ويذكر أن هذا القصف أدى إلى مقتل 62 وجرح حوالي الـ 100 من أفراد القوات السورية.
من جانبه، أشار مصدر في غرفة عمليات وزارة الدفاع الروسية إلى أن هذا الوضع “يثير عدم فهم في أوساط قوات الحكومة السورية” التي كانت تلتزم باتفاق الهدنة. وأضاف: “كيف يمكن اقناعهم بعدم الدفاع عن أنفسهم وهم في كل يوم يفقدون مقاتلين منهم”. وبحسب قوله، إن الولايات المتحدة “قررت الابتعاد نهائيا” عن الاتصال بالعسكريين الروس، حتى أنهم لا يردون على الاتصالات الهاتفية.
هذا، وقال مصدر عسكري آخر لـ “كوميرسانت” إنه حتى إذا أكد اللقاء المرتقب يوم الثلاثاء بين لافروف وكيري في نيويورك بشأن الاتفاقات السابقة، فإن “آفاق تنفيذها تبقى موضع شك بسبب موقف البنتاغون المتشدد”.
سيريان تلغراف