Site icon سيريان تلغراف

الثبات : الرهائن اللبنانيون.. مسلسل تركي أنتجته قطر

كشفت التطورات التي تلت عملية خطف اللبنانيين في سورية، جانبيْن مهميْن من جوانب الأزمة القائمة هناك، فإلى واقعة غياب المرجعية الموحدة لدى معارضي النظام، وتحول المناطق التي يسيطرون عليها إلى “حارة كل من إيدو إلو”، تكشفت وقائع مهمة عن التورط الكبير للنائب سعد الحريري وبعض معاونيه في الملف السوري حتى العظم.

فمنذ اللحظات الأولى للعملية، تدخّل الحريري عبر النائب عقاب صقر لاستثمار عملية إطلاق الرهائن في الملف الداخلي اللبناني، بطلب سعودي مباشر.

وتقول مصادر عربية إن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز كان يريد تقديم هذه المبادرة كخدمة لإعادة إطلاق الحوار الداخلي، من أجل استعادة الهدوء إلى لبنان، بعد أن اهتز الوضع نتيجة المغامرات غير المحسوبة لجماعته، وفقدان الحريري والسعودية زمام المبادرة في لبنان، وفي الشمال تحديداً.

غير أن هذه التمنيات اصطدمت بجملة أحداث، كان أولها الرفض التركي – القطري لهذه الصفقة، وتدخلهما المباشر لعرقلتها، فكان أن توقفت عملية الإفراج عن الرهائن، بعد أن كانت طائرة الحريري وصلت بالفعل إلى مطار “هاتاي” في أنطاكية لإحضار الرهائن في عملية دعائية أجهضتها التطورات اللاحقة.

وتؤكد مصادر في تركيا أن اللبنانيين المختطفين نُقلوا بالفعل إلى تركيا، وأن السلطات التركية أبلغت الحريري شخصياً بذلك قبل أن تتراجع، متذرعة بخطأ في الترجمة.

وتقول المعلومات إن اللبنانيين موجودون في منطقة حدودية تركية، بيد مجموعة سورية، تحت إشراف مباشر وكامل من الاستخبارات التركية، وتؤكد المصادر أن كل ما يقال خلاف ذلك هو غير دقيق وغير واقعي، وتثير هذه الخطوة تساؤلات عن الثمن المطلوب دفعه لإطلاق هؤلاء، والجهة المطلوب منها الدفع.

ويكشف معارض سوري متطرف، أن الحريري عرض على الخاطفين مبلغ مليوني يورو لـ”شراء” الرهائن، لكن الضغوط التي مورست لاحقاً منعت إتمام الصفقة، مشيراً إلى أن المبلغ ما يزال مطروحاً، وهو بيد نائب لبناني كثير الانتقال في هذه الأيام بين بروكسل وعواصم غربية.

ويقول المعارض إن الحريري غضب من الخاطفين، مهدداً بوقف التمويل عنهم.. ويتابع المعارض كلامه ليكشف المزيد عن تورط الحريري، فيؤكد أنه رأى بعينيه النائب اللبناني يسلم مغلفات فيها مبالغ مالية إلى المنشق رياض الأسعد، والمنشق عمار الواوي في فندق شيراتون المطار في اسطنبول.

وينطلق المعارض السوري في سرده لوقائع تدخلات هذا النائب في الملف السوري، فيشير إلى أنه ملقب في أوساط المعارضين بـ”مستر 5 آلاف دولار”، لأنه يقدم مباشرة مبلغ الخمسة آلاف دولار لأي معارض معروف يغادر سورية، يليها راتب شهري يربطه بتقديم معلومات وإطلاق مواقف يريدها.

ويشير المعارض إلى لائحة من 27 شخصاً يرتبطون بالحريري عبر النائب المذكور، ساخراً من لجوء هؤلاء إليه قبل إصدارهم أية مواقف إعلامية.

ويصف المعارض هذا النائب بـ”الصقر” الغاضب عندما يهدد بقطع المدد المالي وغير المالي عن معارضته إذا لم يتم تسهيل الأمور لمصلحته، لكن هؤلاء يرتبطون بالموقف الأعلى الذي تمثله تركيا وقطر.. لنكتشف أن النفوذ السعودي ما يزال ضعيفاً في هذا الملف.

بأي حال، فقد عُلم أن قضية المخطوفين اللبنانيين وُضعت على نار حامية قد يحمل بشائر خواتمها السعيدة مرجع حكومي كبير.

Exit mobile version