تناولت “نيزافيسيمايا غازيتا” محاولة البنتاغون فرض منطقة حظر جوي فوق منطقة المواجهات بين القوات الحكومية والأكراد في سوريا، مشيرة إلى أن الأمريكيين بدأوا عمليات محددة ضد قوات الأسد.
جاء في مقال الصحيفة:
تحت غطاء حماية قواتهم الخاصة، بدأ الأمريكيون في سوريا بعمليات محددة ضد قوات بشار الأسد؛ وهم بذلك يؤكدون دعمهم لسعي الأكراد للانفصال. وقد استخدم البنتاغون مرتين طائرات “إف-22 رابتر” المتعددة الأغراض ضد الطائرات السورية، حيث منعت هذه الطائرات طائرتي “سوخوي– 24” سوريتين من قصف مواقع وحدات الدفاع الشعبي التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي المدعومة من واشنطن.
هذا المعلومات نشرها الجانب الأمريكي، حيث أعلن المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس أن القوات البرية الأمريكية، من أجل حماية القوات الأمريكية الخاصة، التي تشرف على تدريب الوحدات الكردية في الحسكة، والتي حاولت التواصل دون جدوى مع طائرات حربية سورية في الجو، ولم يعرف موقف قيادة القوات الروسية في سوريا. واستنادا إلى هذا، سوف تعزز الولايات المتحدة وجود طائراتها المقاتلة في هذه المنطقة. وهذا يعني أن الولايات المتحدة لن تسمح للقوات الجوية السورية بمهاجمة الوحدات الكردية التي تدعمها ومن ضمنها قوات الأمن الكردية “أسايش” العاملة في محافظة الحسكة.
وإن هذه التشكيلات المسلحة التابعة لـ”حزب العمال الكردستاني” قادرة على خوض المعارك ضد مسلحي المجموعات الإرهابية التي تنشط في سوريا. وهي عمليا تسيطر على مجمل المنطقة الشمالية–الشرقية لسوريا، ومن ضمنها منطقة الحدود مع تركيا. وكانت هذه التشكيلات إلى فترة قريبة توجد جنبا إلى جنب مع القوات الحكومية في المناطق المحررة. ولكن اشتباكات وقعت في الأسبوع الماضي بين الجانبين. وأشارت وسائل الإعلام العربية إلى أن “الوحدات الكردية تمكنت خلال المواجهات التي بدأت يوم 16 أغسطس/آب الجاري من قتل أكثر من 30 وأسر 33 آخرين من القوات الحكومية، بينهم 12 ضابطا”.
من جانبها، أعلنت قيادة القوات الجوية السورية يوم الجمعة، أن الوحدات الكردية هي التي بدأت المواجهة في الحسكة. وبحسب قناة “الميادين” التلفزيونية، فإنه استنادا إلى ذلك، أغارت الطائرات السورية يومي 18 و19 من الشهر الجاري على مواقع الوحدات الكردية ووحدات القوات الأمريكية الخاصة. وقد تم تجنب وقوع مواجهة مباشرة مع الطائرات الأمريكية، غير أن واشنطن تهدد بفرض منطقة حظر جوي فوق المناطق التي تستمر فيها المواجهات بين القوات الحكومية والوحدات الكردية.
أما وسائل الإعلام السورية، فتشير إلى أن الوحدات الكردية تسعى لسحب القوات الحكومية التي تسيطر على المطار العسكري والمؤسسات الحكومية ومقار قوى الأمن والثُكن العسكرية وغيرها في محافظة الحسكة. وهذا يعني أن قيادة حزب “الاتحاد الديمقراطي” المدعومة من قبل واشنطن، بدأت عملية فصل منطقة الحكم الذاتي الكردية ومركزها القامشلي عن سوريا.
والمسلحون الأكراد لا يخفون وجود قواعد ومعسكرات لهم على الأراضي التركية، وأنهم يحاربون النظام الحاكم. وكانت موسكو ودمشق إلى وقت قريب تغض النظر عن ذلك. ولكن مصادر عسكرية–دبلوماسية تفيد بأن اتفاقا تم خلال لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان في سان بطرسبورغ قبل أسبوعين على بذل جهود مشتركة لمنع انفصال الأكراد وبقاء سوريا دولة موحدة. ويبدو أن تصريحات رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم بأن تركيا تنوي خلال الأشهر الستة المقبلة المساهمة في تسوية الأزمة السورية، لمنع تقسيمها وفق أسس عرقية، لم تكن مصادفة. كما يبدو أن إيران انضمت إلى هذا الموقف أيضا، خوفا من تعرضها للحالة ذاتها. إذ تشير وسائل الإعلام الإيرانية إلى تكرار الاتصالات بين وزيري خارجية إيران وتركيا خلال الأسبوع الماضي بشأن التحضير لزيارة الرئيس التركي إلى طهران، حيث ستكون المسألة السورية أحد المواضيع التي سيناقشها الرئيسان.
وهذا يشير إلى انعطاف في دعم الأسد والعمليات الروسية في سوريا. فرئيس الحكومة التركية أعلن أنه إذا احتاجت روسيا إلى استخدام قاعدة إنجرليك في جنوب تركيا، فسوف يسمح لها بذلك. كما أعلن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقاني أنه يمكن لموسكو استخدام قاعدة جوية إيرانية ثانية.
وكما هو معلوم، فقد أعلنت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا بأنها ضد تقسيم سوريا. ولكن ما تقوم به فعلا يشير إلى أن محاولة فرض منطقة حظر جوي فوق الحسكة، يؤكد عكس ذلك. لذلك من الصعوبة على روسيا الاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن تنسيق العمليات في سوريا.
سيريان تلغراف