أحد الشخصيات الأمريكية السياسية المؤثرة، المؤيد بحماس لمرشحة الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، يدعو إلى قتل الروس في سوريا.
في مقابلة له مع قناة التلفزة الإخبارية “سي بي إس” يوم الأربعاء الماضي حول الوضع في سوريا، أدلى مايكل موريل، الذي كانيشغل في السابق منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، بتصريح كان له وقع الصدمة في وزارة الخارجية الأمريكية، التي سارعت إلى الإعلان عن عدم مشاطرتها موظف الخارجية السابق وجهة نظره. ودعت إلى الاسترشاد بالإيجازات الصحافية للوزارة.
وفي حين أن مكتب المرشحة للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، التي يدعمها موريل في العلن، لم يُصدر أي تعليق بشأن تصريحاته. فإن بعض المحللين يعتقدون أن العسكري المتقاعد أعرب عما يدور في رأس هيلاري كلينتون، وخاصة أن الشخصيتين (كلينتون وموريل) يعرفان جيدا بعضهما بعضا. فهيلاري كلينتون كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأميركية في الوقت الذي كان يشغل فيه موريل منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، حتى أنه قام بمهمات المدير لهذه الوكالة في فترة محددة. وكان كلاهما متورطين في فضيحة مقتل السفير الأميركي وثلاثة أميركيين آخرين عام 2012 في مدينة بني غازي الليبية، والتي خرجت إلى السطح منذ أيام قليلة، عندما رفع ذوو قتيلين من الضحايا دعوى في المحكمة ضد هيلاري كلينتون شخصيا، يتهمونها فيها بعدم أداء عملها كما يجب، ويطالبون المحكمة بتحميلها قضائيا مسؤولية مقتل الضحايا.
بم َأخبر موظف الاستخبارات الأمريكية السابق مايكل موريل الأمريكيين؟ في الوقت الذي يتفق الطرفان العسكريان الروسي والأميركي بصعوبة بالغة على التعاون والتنسيق المشترك في سوريا، يدعو مايكل موريل وعبر شاشة البث التلفزيوني إلى قتل الروس والإيرانيين سرا في هذا البلد “. وبصفة منفذين لهذا العمل، اقترح استخدام المعارضة السورية المعتدلة، التي تساندها الولايات المتحدة، وأصر موريل على رأيه، وقال: “يجب علينا إجبار الروس على دفع الثمن”. وردا على مقدم الـ”سي بي إس”، أكد موريل ما قاله عن عمليات القتل السرية، التي لا ضرورة لإخبار العالم عنها أو تقديم تقرير في البنتاغون.
بيد أن أفكار موريل حول سوريا لم تُستنفد عند هذا الحد. فقد اقترح استخدام قوى الاستخبارات لإخافة الرئيس بشار الأسد، حيث قال العسكري السابق مهتاجا: “أريد تفجير مكاتبه أثناء الليل. أريد تدمير طائرته الرئاسية على الأرض. أريد تدمير مروحياته الرئاسية. أريد إجباره على الاعتقاد بأننا جئنا للقبض عليه”.
وكان من الممكن عدم إعارة الانتباه لموريل، الذي قد لا يكون قد مارس في الماضي ما يكفي من الحروب السرية، لولا وجود حيثية واحدة: إن موظف الاستخبارات السابق المستشيط غيظا ذكَّر بأن الولايات المتحدة تسعى لعزل الرئيس الأسد عن منصبه عبر خطة متقنة – مع الحفاظ على المؤسسات الحكومية في هذه الجمهورية العربية.
وكمثال على هذه الخطة، قال إن الولايات المتحدة وفق هذه الخطة عملت سابقا في العراق وليبيا. وهذا يعني أن هيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية الأمريكية شاركت في وضع هذه الاستراتيجية، التي أدت في نهاية الأمر إلى انهيار الدولة في كلا البلدين المذكورين. ولا شك في أن كلينتون في حال فوزها ستستمر في تحقيق هذه الخطط بالنسبة إلى دمشق.
وفي أي حال من الأحوال، فقد كان مايكل موريل قد ارتكب ذات مرة خطأ جسيما في تنبؤاته. إذ بعد قليل من استقالته، أكد في مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي” أن دمشق الرسمية “لن تنظر بجدية في مسألة التخلي عن سلاحها الكيميائي”. في حين أن الواقع بدا شيئا آخر: فسوريا سلمت مخزونها من السلاح الكيميائي إلى الهيئات الدولية من أجل إتلافه لاحقا. ولكن هذه الخطأ في الحساب وغيره من الأخطاء، لم تمنع رجل الاستخبارات الأميركي السابق من الظهور بين الحين والأخر على شاشات التلفزة وتوجيه النصائح وتوزيع التنبؤات، ولا سيما أن الطلب على “الصقور التلفزيونية” أصبح كبيرا الآن كما لم يكن في يوم من الأيام.
وخلافا للبيت الأبيض، الذي اتخذ موقفا حذرا مما يسمى المعارضة المعتدلة السورية، وأبدى اهتماما بالحوار مع موسكو في المسار السوري، فإن قسما من الموظفين الأمريكيين ذوي الأمزجة الراديكالية في مجال الدفاع والدبلوماسية والاستخبارات هم على العكس من ذلك يؤيدون النهج العدائي، الموجه نحو “ردع روسيا”.
وهكذا، فإن موريل “جيمس بوند” الحرب الباردة ودعواته إلى قتل الروس والإيرانيين أصبح في عداد خبراء السياسة الخارجية المطلوبين، بعدما وجد نفسه في مجموعة المساندين لهيلاري كلينتون.
سيريان تلغراف