تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى اندلاع المعارك بقوة جديدة حول مدينة حلب السورية، مشيرة إلى أن واشنطن تبذل جهدها لمنع قوات الأسد من تحقيق انتصار نهائي على الإرهابيين.
جاء في مقال الصحيفة:
بعد إحكام القوات السورية الطوق على مدينة حلب، وبدء العملية الإنسانية بالاشتراك مع روسيا، تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة الحؤول دون دحر الإرهابيين بصورة نهائية في المدينة، والذي سيعني بداية انتصار القوات الحكومية على الإرهابيين في سوريا. هذا ما صرح به الجنرال السوري المتقاعد علي مقصود لـ “إيزفيستيا”، في معرض تعليقه على إعلان بدء “جيش الفتح” هجومه على حلب.
وقال مقصود إن الغرب وحلفاءه حشدوا المسلحين الموجودين في هذه المنطقة كافة بهدف فك الحصار وإفشال العملية الإنسانية. وأنيط الدور الرئيس بـ “جبهة النصرة” التي غيرت اسمها إلى “جبهة فتح الشام”؛ حيث يهاجم المسلحون في الاتجاهين الجنوبي والجنوبي – الغربي من جهة محافظة إدلب وحماة. وبلغ عدد المسلحين المرابطين هنا حوالي 5 آلاف مسلح، تعدُّهم الولايات المتحدة وحلفاؤها “معارضة معتدلة”. وقد استخدم الإرهابيون بكثافة مدرعات وسيارات مفخخة يقودها انتحاريون. وتم القضاء على نحو 700 إرهابي وتدمير أربع سيارات في الهجوم الأول الذي شنه الإرهابيون، ولاذ الباقون بالفرار. وبعد فترة وجيزة، بدأ الهجوم الثاني الذي تمكنت القوات الحكومية من صده أيضا. وتبع ذلك خمس محاولات لفك الحصار، تمكن الإرهابيون من تحقيق بعض التقدم خلالها، ولكن دون أن يُحدث ذلك تغييرا جذريا في الوضع على ساحة القتال.
ويشير الجنرال مقصود إلى أن أحد أسباب محاولة الإرهابيين فك الحصار يكمن في وجود ممثلي الأجهزة الأمنية للمملكة السعودية وخبراء عسكريين من المملكة وقطر داخل المنطقة المحاصرة في حلب.
وقد أعلنت مجموعة “جيش الفتح” الإرهابية ليلة 8 أغسطس/آب الجاري عن بدء عملية الهجوم على حلب، التي سبقتها عدة محاولات لفك الحصار المفروض على المدينة. وتشير وكالة “فرانس برس” إلى أن “جيش الفتح” ينوي مضاعفة عدد مسلحيه في عملية الهجوم على المدينة. ويذكر أن الإرهابيين أعلنوا على لسان أحد زعمائهم عبدالله المحيسني (سعودي الجنسية) يوم 31 يوليو/تموز المنصرم عن بداية عمليات فك الحصار في حلب.
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا وسوريا أعلنتا يوم 28 يوليو/تموز المنصرم عن بدء العملية الإنسانية في حلب، والتي تتضمن إيصال المواد الغذائية والمستحضرات الطبية والأدوية وغيرها من المساعدات، إضافة إلى فتح ثلاثة ممرات لخروج المدنيين من المنطقة المحاصرة وممر رابع للإرهابيين الراغبين برمي سلاحهم والاستسلام للسلطات.
من جانبه، اعترف الجنرال السوري المتقاعد تركي حسن لـ “إيزفيستيا” بتحقيق الإرهابيين بعض التقدم في هجومهم. وقال إن هذا لا يعني أبدا أن الوضع حول حلب تغير بصورة جذرية.
وأضاف أن الهجوم الحالي الذي يشنه مسلحو “جيش الفتح” هو استمرار للعملية التي بدأت قبل بضعة أيام. والحديث يدور عن منطقة تقع جنوب حلب حيث موقع كلية الهندسة العسكرية. كما تمكن الإرهابيون من الوصول إلى طريق مهم، ولكنه يقع تحت مرمى القوات الحكومية، لذلك لا يمكنهم استخدامه للحصول على إمدادات.
مع كل ذلك، فإن الجنرال لا يستطيع أخذ هذا على محمل الجد. فقد قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بعمل واسع في المنطقة قبل تحشيد المسلحين في جنوب وجنوب – غرب حلب وتزويدهم بالأسلحة اللازمة. لذلك، فإن تراجع القوات الحكومية مسألة منطقية. ولكنه لا يعني نهاية المعركة، وقد تمكنت القوات الحكومية من تحقيق الاستقرار وهي تستعد للقيام بهجوم معاكس قريبا.
سيريان تلغراف