تطرقت صحيفة “كوميرسانت” إلى استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الروسية تتهم “حركة نور الدين الزنكي” بالقيام بذلك.
جاء في مقال الصحيفة:
اتهمت وزارة الدفاع الروسية “حركة نور الدين الزنكي” باستخدام السلاح الكيميائي يوم 2 اغسطس/آب الجاري في مدينة حلب، ما تسبب بمقتل 7 أشخاص مدنيين ونقل 23 آخرين إلى المستشفى. و”حركة نور الدين الزنكي” هذه تدرجها الولايات المتحدة في قائمة “المعارضة المعتدلة”، التي يجب أن يشملها اتفاق الهدنة، في حين تعدها روسيا منظمة إرهابية.
وقد ظهرت المعلومات الأولى عن استخدام السلاح الكيميائي في حلب يوم 2 أغسطس/آب الجاري؛ حيث أعلن ممثلو المعارضة أن طائرات ألقت قنابل غاز سام في المنطقة، التي أُسقطت فيها في اليوم السابق المروحية الروسية “مي–8”. لكن موسكو اعتبرت هذا الاتهام “كذبة مقصودة”. وبعد بضع ساعات، أشارت الأنباء إلى أن المسلحين فجروا شحنتين تحتويان على غازات سامة؛ ما تسبب في وفاة ما لا يقل عن خمسة أشخاص.
من جانبه صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأنه “من دون فهم ما جرى فعلا، يكون توجيه الاتهام إلى أي جهة أمرا غير مسؤول”.
وفي مساء يوم الأربعاء 3 أغسطس/آب الجاري، أعلن رئيس المركز الروسي لتنسيق المصالحة بين اطراف النزاع في سوريا سيرغي تشفاركوف أن مسلحي “حركة نور الدين الزنكي” استخدموا يوم 2 أغسطس/آب مواد سامة في منطقة سكنية بالقرب من حي صلاح الدين. وقد أكد مصدر عسكري استخدام غاز الكلور في حلب، والذي يسبب حروقا في الجهاز التنفسي للإنسان والاختناق. وبحسب الجنرال تشفاركوف، فإنه بنتيجة هذه الهجمة قتل سبعة أشخاص ونقل 23 آخرون إلى المستشفى، وقد “تم إبلاغ الجانب الأمريكي بالموضوع”.
وصرح مدير هيئة الحد من انتشار الأسلحة ومراقبتها في وزارة الخارجية الروسية لوكالة “انترفاكس” بأن موسكو تمتلك معطيات تفيد بأن لدى الارهابيين قدرة على إنتاج المواد السامة. أما المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونير فقد أعلن أن الخارجية الأمريكية لم تحصل على مثل هذه المعلومات.
هذا، وتدرج الولايات المتحدة “حركة نور الدين الزنكي” في قائمة “المعارضة المعتدلة” التي يشملها اتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في سوريا. وقد طلبت روسيا مرارا وتكرارا من الولايات المتحدة فصل المجموعات المعارضة عن “جبهة النصرة” ولكن “زملاءنا في واشنطن ليسوا جاهزين، ولم يرغبوا في عمل ذلك على امتداد الأشهر الماضية رغم وعودهم”.
ويعترف العسكريون بأن الوضع في حلب معقد جدا. فرغم الدعم المكثف من جانب الطائرات الروسية، يصعب على القوات السورية القيام بعمليات هجومية، بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها. كما يستمر الارهابيون في قصف أحياء المدينة يوميا.
أما السلطات الأمريكية، فتعتقد أن عملية إخراج المدنيين من حلب، هو تهيئة لاقتحام المدينة من قبل القوات السورية والروسية، لذلك فقد حذرت من أن هذا انتهاك للاتفاقيات بين موسكو وواشنطن كافة.
ولكن سيرغي ريابكوف “رفض طرح الموضوع بأنه تحضير لهجوم ما”. ومن جانبهم، يؤكد العسكريون عدم إمكان استبعاد هذا الأمر، فـ”كافة القوى موجهة حاليا لتنفيذ المهمة الإنسانية، وسوف تتخذ القرارات اللاحقة بعد انتهائها”.
سيريان تلغراف