أشارت صحيفة “إيزفيستيا” إلى أن الهجوم الواسع، الذي أعلنه الإرهابيون على مواقع الجيش السوري، باء بالفشل.
جاء في مقال الصحيفة:
قال اللواء حسن حسن إن الجيش العربي السوري تمكن من صد الهجوم الواسع للإرهابيين، الذين أعلنوا عن بدء عملية خرق الحصار، الذي تفرضه القوات الحكومية على حلب. بيد أن العسكريين السوريين يؤكدون أنه لإحراز النصر النهائي على الإرهابيين في هذه المنطقة، فإنهم بحاجة إلى مساعدة القوات الجو–فضائية الروسية.
وأعلن اللواء السوري أن القوات السورية تمكنت من صد الهجمات الأولى العنيفة، وتفريق الإرهابيين. وهنا يجب التنويه بدور الطيران الحربي السوري، الذي وجه ضرباته إلى تشكيلات العدو وخطوطه الخلفية. أي إنه حرم المهاجمين من الإمدادات اللازمة، ما جعل القضاء على الإرهابيين سهلا على الجيش السوري. ولكن هذا أمر مؤقت، وذلك لاستمرار تدفق الأسلحة والمسلحين عبر الحدود السورية-التركية. في حين أن غلق الحدود يعني أن القضاء على الإرهابيين في حلب وضواحيها يصبح مسألة وقت.
ولفت اللواء في حديثه إلى “إيزفيستيا” الانتباه إلى أن الطائرات الروسية حاليا لا تشن غارات في منطقة حلب. وبحسب قوله، فإن التعاون بين موسكو ودمشق في هذه المنطقة يحمل صفة إعلامية فقط. وعبر حسن حسن عن أمله بأن تنشط الطائرات الروسية في منطقة حلب، خاصة بعد أن أسقط الارهابيون المروحية الروسية “مي–8” في محافظة إدلب.
وكان أحد زعماء الارهابيين السعودي الجنسية عبد الله المحيسني قد أعلن عن بدء عملية خرق الحصار الذي فرضته القوات السورية حول حلب، يوم 31 يوليو/تموز المنصرم. وشارك في هذا الهجوم مسلحو “جبهة فتح الشام” و”أحرار الشام” و”جيش سوريا الحر”، حيث هاجموا ليلا من الاتجاه الجنوبي– الغربي ولكنهم لم يحققوا هدفهم.
ويذكر أن روسيا وسوريا أعلنتا يوم 28 يوليو/تموز عن بدء العملية الإنسانية في حلب، والتي تهدف إلى إيصال المواد الغذائية والأدوية إلى سكان المدينة. كما شملت الخطة فتح أربعة ممرات، ثلاثة منها لخروج المدنيين من المدينة، والرابع لخروج الإرهابيين الراغبين برمي سلاحهم والاستسلام إلى السلطة؛ حيث يجب أن تبدأ عمليات تطهير المدينة من الإرهابيين بعد انتهاء المدة المقررة.
وهذا ما أقلق الولايات المتحدة كثيرا، ودعا وزير خارجيتها جون كيري إلى القول إن ما يجري يقلقه جدا، ودعا روسيا إلى أن تمتنع وتمنع قوات الأسد عن القيام بعمليات هجومية. وتعهد كيري بمنع المعارضة من القيام بمثل ذلك.
لكن روسيا كما هو واضح تقتصر في نشاطها حاليا على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة وتقديم الدعم المعلوماتي للقوات الحكومية، في حين تقوم المعارضة بعمليات هجومية، وليس كما أعلن كيري.
ووفق رأي مدير معهد المشاكل الإقليمية دميتري جورافليوف، فإن على روسيا تصعيد مكافحة الإرهابيين في سوريا وطبعا في منطقة حلب أيضا؛ لأن التوقف، يعني السماح للمسلحين بتجميع قواهم. لذلك، فإن تصريحات كيري غريبة، لأن مثل هذه التصريحات تكون صائبة في حال تقديم الولايات المتحدة خطة معينة تسمح بتسوية الأوضاع وتمنع نشوب القتال ووقوع ضحايا.
من أجل ذلك “عليهم الضغط على المعارضة المعتدلة، ولكنهم لا يعملون بهذا الاتجاه، بل المحتمل هو العكس: إنهم يجبرونهم على مواصلة العمليات العسكرية”.
سيريان تلغراف