Site icon سيريان تلغراف

إيزفيستيا : الولايات المتحدة ترجو الهدوء من جديد

تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى محاولة واشنطن الاتفاق مع موسكو على وقف الغارات الجوية لمدة سبعة أيام لفصل المعارضة خلالها عن الإرهابيين.

 جاء في مقال الصحيفة:

من جديد، تدافع واشنطن في سوريا عن مصالح التنظيمات، التي تعدُّها موسكو إرهابية. والمقصود هنا “أحرار الشام” و”جيش الإسلام”، اللذان تحاول واشنطن ضمهما إلى “المعارضة المعتدلة”.

وخلال المباحثات، التي أُجريت يومي 14 – 15 يوليو/تموز الجاري بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري في موسكو، وكذلك تلك التي أُجريت على هامش قمة “آسيان”، طلب الجانب الأمريكي من روسيا وقف الغارات الجوية في سوريا لمدة أسبوع، لكي يتم فصل المعارضة المعتدلة عن المجموعات الإرهابية، حسب مصدر مطلع على مجريات المفاوضات.

ويتلخص طلب الجانب الأمريكي في أن تتوقف كل الغارات، التي تشنها الطائرات الروسية وطائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لمدة أسبوع واحد.

وكانت موسكو قد أكدت أن الوقت كان كافيا لكي تتخذ المجموعات المسلحة قرارها بصدد وقف القتال من عدمه. إذ يسري منذ عدة أشهر مفعول اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أظهر بوضوح من يريد الاستمرار في القتال، ومن يبحث عن حلول سياسية لتسوية النزاع.

لذلك ينبغي ألا ننسى أن الطائرات الروسية لم تهاجم المجموعات الإرهابية وخاصة “جبهة النصرة”، التي تقع مواقعها إلى جانب مواقع فصائل المعارضة المعتدلة، منذ سريان مفعول اتفاق الهدنة؛ ما ساعد هذه المجموعات على استعادة قدراتها القتالية. وإذا توقفت الغارات الجوية بصورة تامة، فإن المجموعات الارهابية ستستغل الأمر لاستجماع قواها وتعزيز صفوفها. والحديث يدور هنا في الدرجة الأولى عن حلب، التي تمكنت قوات الجيش السوري النظامي من محاصرتها وطرد الإرهابيين من المناطق الصناعية فيها.

وكانت قناة “سورية” التلفزيونية الحكومية قد بثت الإنذار، الذي وجهته  قيادة القوات الجوية السورية يوم 27 يوليو/تموز الجاري إلى المجموعات المسلحة الموجودة في المنطقة الشرقية للمدينة، تطالبها فيه برمي السلاح ومغادرة المدينة.

وجاء في الإنذار: “لتجنب إراقة الدماء وقتل المواطنين، نقترح على أولئك المسلحين الذين يريدون البقاء في حلب الاستسلام إلى السلطة والعودة إلى حياتهم العادية. أما الذين يرغبون بمغادرة المدينة فعليهم رمي سلاحهم، ثم مغادرة المدينة”.

وإذا تمكنت القوات الحكومية من استعادة سيطرتها على مدينة حلب، فإن انتهاء الحرب في سوريا تصبح مسألة وقت. ولذا، يربط الخبراء مقترح واشنطن برغبتها في فسح المجال للمجموعات التي تدعمها لاستجماع قواها.

يقول رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما) فلاديمير كوموييدوف إن المهم في كل هذا هو إدراك أن نظام الهدوء يمكن استغلاله لانتقال المجموعات الارهابية إلى مواقع جديدة واستحماع قواها. وأن “الأوان قد آن للعمل في نظام هدوء مشترك، وتنسيق الهجمات الجوية، لأن هدفنا مشترك مع الولايات المتحدة، وهو القضاء على “داعش”، الذي تعاني منه أوروبا، بل ونصف الكرة الأرضية. ولكن الولايات المتحدة استيقظت الآن فقط. لذلك يجب العودة إلى ما كان يجمعنا سابقا؛ حيث تُظهر نتائج العمل المشترك عام 1945 ضرورة تنسيق عملياتنا حاليا”.

وكان جون كيري قد أعلن، عقب ختام مباحثاته مع نظيره الروسي في لاوس، عن التوصل إلى تقدم كبير في المسألة السورية.

هذا، وتتضمن الخطة الأمريكية أيضا تعاونا مكثفا وتبادل المعلومات الاستخبارية مع روسيا بهدف تنسيق الهجمات على مواقع الإرهابيين. وبحسب قوله، في أوائل أغسطس/آب: “سنستطيع أن نتحدث عما يمكننا عمله آملين أنه سيغير الحياة في سوريا، ويغير مجرى الحرب”.

سيريان تلغراف

Exit mobile version