أعلنت الخارجية الروسية أن تقرير “لجنة شيلكوت” حول مشاركة بريطانيا بالعملية في العراق أكد عدم وجود أي حاجة إلى غزو العراق وتزوير الحجج لدعم ضرورة العملية العسكرية بهذا البلد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي عقدته في جنوب القرم الخميس 7 يوليو/تموز: “ويبقى السؤال الرئيسي مفتوحا: من وإلى أي مدى سيتحمل المسؤولية عن مقتل 150 ألفا على الأقل من مواطني العراق، كما يقر التقرير نفسه؟ ناهيك عن ملايين اللاجئين ومئات الآلاف من الجرحى والعديد من جرائم العسكريين البريطانيين بحق السكان المحليين”.
وبهذا الصدد قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي الخميس إن الوقائع الواردة في تقرير شيلكوت كانت معروفة لموسكو منذ البداية وتؤكد أحقية الموقف الروسي. وأوضح: “قد تبين أثناء مناقشة هذا الموضوع في مجلس الأمن الدولي أنه يجري تزوير الوقائع لإقناع مجلس الأمن بوجود احتياطي من أسلحة الدمار الشامل في العراق وبالتالي الحصول على موافقته على إجراء عملية عسكرية ضد نظام صدام حسين”.
من جانبه أعرب مفوض الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون قسطنطين دولغوف عن أمله في أن يساعد تقرير شيلكوت على تجاوز مناخ عدم المحاسبة في الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا.
زاخاروفا: تقرير مجلس العموم البريطاني متناقض لكنه يدعو لاستئناف الحوار مع موسكو
من جهة أخرى قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن تقرير لجنة الدفاع التابعة لمجلس العموم البريطاني حول روسيا متناقض للغاية لأنه من جهة يتحدث عن “العدوان الروسي ضد أوكرانيا” و”التهديد ضد أعضاء الناتو”، إلا أنه في ذات الوقت يؤكد الوضع المتدهور للعلاقات الروسية البريطانية ويدعو الحكومة البريطانية لاستئناف الحوار مع موسكو بأسرع وقت ممكن.
وقالت زاخاروفا إن موسكو أكدت أكثر من مرة أن روسيا ليست مصدرا للخطر على الناتو وبريطانيا، بل على العكس من ذلك تماما.
ورحبت الدبلوماسية الروسية بأن التقرير المذكور يقر بتدني مستوى تحليل الحكومة البريطانية للفضاء السوفيتي السابق ويدعو للتخلي عن تجميد العلاقات مع روسيا.
وبخصوص العلاقات بين روسيا والناتو قالت الدبلوماسية الروسية إن مجلس “روسيا – الناتو” قد يعقد اجتماعا له بعد انعقاد قمة الناتو في وارسو بفترة قصيرة، مشيرة إلى أن قرارات قمة وارسو الخاصة بتعزيز قوات الناتو في شرق أوروبا وانعكاساتها على الأمن الأوروبي ستتصدر اجتماع المجلس.
وأكدت زاخاروفا من جديد أن إعادة تسليح الجيش الروسي لا تمت بصلة إلى أي نوايا عدوانية تجاه الغرب، معربة عن استغراب موسكو بشأن تصريحات القائد العام للقوات المسلحة السويدية ميكايل بودن الذي اعتبر روسيا أكبر خطر عسكري على السويد.
زاخاروفا: يجب تفعيل عملية المفاوضات السورية
وبشأن الوضع في سوريا أكدت الدبلوماسية الروسية أن حلول عيد الفطر بعد شهر رمضان لم يؤد إلى انخفاض مستوى العنف في سوريا، مؤكدة في ذات الوقت أن العسكريين الروس في هذا البلد يواصلون العمل على تعزيز نظام الهدنة. وأضافت أن 173 بلدة في سوريا قد انضمت إلى عملية المصالحة.
ودعت زاخاروفا من جديد إلى تأمين عملية الفصل بين المعارضة المستعدة للالتزام بوقف القتال وتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي وكذلك ضرورة إغلاق قنوات تسليح وتمويل الجماعات الإرهابية.
كما دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى تفعيل عملية المفاوضات السورية، مشيرة إلى تعثر هذه العملية لكنها أضافت أنه يمكن أن تتقدم إلى الأمام.
وأعربت زاخاروفا عن أملها في أن تصغي تركيا إلى موقف روسيا حول عدم جواز دعم مسلحين في سوريا، مضيفة أن هذه المسألة قد طرحت وستطرح في المستقبل في العلاقات الثنائية وكذلك في المحافل الدولية.
سيريان تلغراف