دعا وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، الاثنين 4 يوليو/تموز، إلى تكوين جبهة موحدة لمواجهة الإرهب في سوريا.
وفي بيان مشترك حول الوضع في سوريا، صدر في ختام اللقاء الذي استضافته العاصمة الأرمينية يريفان، أكد وزراء خارجية الدول الأعضاء الست (روسيا، بيلاروس، أرمينيا، كازاخستان، قرغيزيا، طاجيكستان) دعمهم لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، داعين إلى إزالة التهديد الإرهابي وإنهاء النزاع المسلح في البلاد في أسرع وقت وبطرق سلمية دبلوماسية، دون شروط مسبقة وبعيدا عن أي تدخل خارجي.
كما أشار البيان إلى أهمية “الجهود المبذولة من قبل رؤساء المجموعة الدولية لدعم سوريا في ضمان وتعزيز نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا”، داعيا إلى تكوين “جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب والتطرف الدوليين في هذا البلد في ظل دور الأمم المتحدة المحوري”.
ودعت “الأمن الجماعي” إلى حشد جهود المجتمع الدولي، بما في ذلك الجهود الرامية إلى خلق ظروف مواتية لتجفيف قنوات تمويل الإرهاب.
كما أشار الوزراء إلى أهمية ضمان أن تسفر المشاورات الجارية في جنيف، تحت الإشراف الدولي، بين الحكومة السورية وطيف واسع من المعارضة، عن نتائج ملموسة.
وتابع البيان قائلا إن الدول الأعضاء “تعبر عن قلقها الشديد إزاء تطورات الوضع الإنساني في سوريا، مشيرة إلى ضرورة ضمان وصول إنساني مستقر إلى الأهالي المنكوبين، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني ووقف العقوبات الأحادية التي تخرب اقتصاد البلاد”.
لافروف: نبحث مع واشنطن مسائل محددة متعلقة بضرب الإرهابيين في سوريا
وفي وقت سابق من الاثنين، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن روسيا ستواصل التعاون العسكري مع الجانب الأمريكي من أجل التوصل إلى نتائج ملموسة في محاربة الإرهابيين في سوريا.
وقال لافروف، في كلمة القاها خلال اللقاء مع نظيريه في يريفان، إن العسكريين الروس والأمريكيين يتواصلون يوميا، عبر جسر فيديو بين مركز حميميم والمسؤولين الأمريكيين في عمان، وكذلك في إطار عمل المركز الروسي الأمريكي المشترك للرد السريع على انتهاكات نظام وقف الأعمال القتالية في جنيف، الذي يعمل على مدار الساعة.
وأشار إلى أن الجانبين يبحثان “مسائل محددة بحتة تتعلق بضرب المواقع التي يسيطر عليها الإرهابيون”.
كما أعرب لافروف عن قلقه إزاء الوضع في منطقة حلب، وبالتحديد، انعدام الفصل بين تشكيلات المعارضة المعتدلة والفصائل الإرهابية.
وقال إن روسيا لا تزال تسعى جاهدة من أجل تنفيذ شركائها الأمريكيين لتعهداتهم القديمة بفصل الجماعات المعارضة التي تتعاون مع التحالف الدولي وقيادة واشنطن عن تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين.
وأشار الوزير الروسي إلى أن “فصلا كهذا لم يتم تحقيقه في كل الأماكن بما فيها منطقة حلب، وهو الأمر الذي يثير قلقنا”.
وثمّن لافروف عاليا نتائج اجتماع “الأمن الجماعي” في يريفان، واصفا إياه بـ”المثمر جدا”. وقال إن من بين نتائجه موافقة الوزراء المشاركين على مشروع استراتيجية الأمن الجماعي حتى العام 2025، واتخاذ “خطوات ملموسة في مجال تطوير التنسيق بين الدول الأعضاء على مستوى سياساتها الخارجية”، بالإضافة إلى موافقة المشاركين على خطة المشاورات بين وزارات خارجية الدول الأعضاء في المنظمة.
حزمة الخطوات لمواجهة الإرهاب
من جهته، أعلن الأمين العام للمنظمة، نيقولاي بورديوجا، أن لقاء يريفان أسفر عن إعداد “حزمة من الإجراءات لمواجهة التهديد الإرهابي” وبلورة مشروع قرار بهذا الشأن. وأشار بورديوجا إلى أن الوزراء بحثوا هذه الإجراءات بشكل بالغ التفصيل.
وذكر أن وزراء خارجية الدول الأعضاء أعربوا عن تعازيهم في سقوط كثير من الضحايا نتيجة الهجوم الإرهابي الأخير في العراق.
البيان بشأن قره باغ
وفي بيان حول مسألة قره باغ، أصدره وزراء الدول الست في ختام لقاء يريفان، أعربوا عن دعمهم للاتفاقات التي تم التوصل إليها في قمتي فيينا (16 مايو/أيار) وسان بطرسبورغ (20 يونيو/حزيران) بشأن هذه القضية.
وأكد البيان تمسك الدول الأعضاء في المنظمة بأن الحل السياسي للنزاع في قره باغ لا بديل له، معربين عن دعمهم لجهود رؤساء مجموعة مينسك (التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا) حول قره باغ، “بناء على أحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ووثيقة هلسنكي الختامية، خاصة فيما يتعلق بعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، ووحدة أراضي الدول والمساواة وحق الشعوب في تقرير المصير”.
سيريان تلغراف