التقى مراسل صحيفة “إيزفيستيا” السفير الروسي لدى دمشق وطرح عليه مجموعة أسئلة تتعلق بالأزمة السورية وآفاق تسويتها، وأجاب عليها مشكورا. وننشرها باختصار.
قال السفير الروسي ألكسندر كينشاك ردا على سؤال حول مضي أكثر من شهرين على انتهاء الجولة الأخيرة من المفاوضات في جنيف بين وفد الحكومة السورية والمجموعات المعارضة: من الأفضل القول بأن المفاوضات مجمدة حاليا. الجولة الأخيرة فعلا انتهت في نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي، ولا يعرف موعد انعقاد الجولة التالية. أي بما أنه لا توجد مفاوضات إذا لا يمكن أن تكون اتفاقات.
وحول سبب مقاطعة ما يسمى “مجموعة الرياض” للمفاوضات، أشار السفير، إلى أنهم غير مستعدين للدخول في حوار بناء مع الحكومة السورية، على الرغم من أن كافة المشكلات الإنسانية قد تمت تسويتها بالكامل، حيث تسمح الحكومة توصيل المساعدات إلى كافة المراكز السكانية.
كما يراعى اتفاق وقف اطلاق النار. لذلك لا يوجد سبب لتأخير استئناف الحوار السوري – السوري. ولكن يبدو أن مجموعة “الرياض” أو كما يطلقون على نفسهم (اللجنة العليا للمفاوضات) ليست مستعدة للدخول في حوار بناء. لذلك يهددون بالانسحاب من المفاوضات إذا لم يغادر الرئيس بشار الأسد الساحة السياسية. وهذا يجعل التفاوض غير ممكن، لذلك إذا لم تغير هذه المجموعة موقفها فما ضرورة استئناف المفاوضات.
لهذا حتى ستيفان دي ميستورا لا يرى ضرورة استئناف المفاوضات مادامت الأطراف المعنية غير مستعدة لحوار بناء وجدي. لذلك لا يحدد موعد الجولة المقبلة.
وأضاف السفير “يؤكد ممثلو القيادة السورية على استعدادهم للتعاون مع روسيا وتنسيق مواقفهم معها في اطار التسوية السياسية. ونحن نتحاور معهم في المسائل الحيوية وحتى الحساسة منها. كما نتشاور معهم بشأن هذه أو تلك من الخطوات. طبعا يتخلل هذا احيانا اختلاف في وجهات النظر وهذه مسألة طبيعية”.
وحول سؤال بشان اتهام الطيران الروسي في تنفيذ هجمات على مواقع المعارضة المعتدلة، أجاب كينشاك: لا يمكنني الاتفاق مع هذه الاتهامات، لأنه منذ سريان اتفاق الهدنة تلتزم روسيا بتنفيذ كافة التزاماتها ولم تهاجم الطائرات الروسية مواقع المعارضة المعتدلة.
ولكن هناك مجموعات مسلحة تشترك في العمليات العسكرية التي تقوم بها “جبهة النصرة” المنظمة التي ادرجت في قائمة المنظمات الارهابية في العالم والتي لا يشملها اتفاق الهدنة. لذلك يجب القضاء عليها بكل السبل ومن ضمنها استخدام الطائرات الحربية.
إضافة لهذا قد تحصل بعض الحوادث تكون نتائجها سلبية بالنسبة لما يسمى المعارضة المعتدلة التي نعلم بوجودها في مواقع معينة. ولكن عندما تصلنا معلومات عن اكتشاف موقع لصنع أحزمة الانتحاريين أو مستودع للأسلحة والذخائر أو معسكر تدريب الارهابيين، تستلم الطائرات الأوامر بمهاجمة هذه المواقع فورا. وهذا يزعج شركائنا، لأنه حسب قولهم هاجمنا مواقع المعارضة المعتدلة. لذلك لقد طلبنا من شركائنا تزويدنا بإحداثيات مواقع مجموعات المعارضة التي يدعمونها، ولكنهم يتجاهلون طلبنا دائما.
كما اشار كينشاك، إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأوكرانيا رفضوا ادراج “جيش الإسلام” و” أحرار الشام” في قائمة المنظمات الارهابية الدولية، بحجة عدم كفاية الأدلة ضد هاتين المنظمتين الارهابيتين، ولكن السبب هو الكيل بمكيالين ومحاولة تقسيم المعارضة إلى جيدة وسيئة ومعتدلة وغير معتدلة.
وعن موقف روسيا من “قوات سوريا الديمقراطية”، قال السفير، بأن “روسيا تدعم كافة القوى، ومن ضمنها الأكراد، التي تحارب “داعش” وتلحق به الهزائم. كما أود أن اشير إلى أن إحدى الصحف السورية ذكرت بأن هجوم الأكراد من الشمال باتجاه الرقة والقوات الحكومية من الغرب باتجاه المدينة نفسها، يتم بالتنسيق بينهما، مما أجبر “داعش” على توزيع مسلحيه على جبهتين”.
وأردف قائلا “طبعا البعض اعتبر هذا منافسة بين الحكومة والأكراد، ولكن برأي ليس هناك ما يستوجب اعتبار هذا التنسيق منافسة، لأن المسألة لا تكمن في من يدخل المدينة أولا، بل في اهمية تحريرها”.
سيريان تلغراف