Site icon سيريان تلغراف

القاسم المشترك بين عاصمة داعش وبرلين

تتعرض مدينة الرقة، “عاصمة الدولة الإسلامية” للهجوم من كل المحاور من قبل الجيش السوري المدعوم جويا من روسيا ومن قبل بعض الفصائل الكردية والعربية بدعم جوي أمريكي.

وتتحرك القوات الحكومية السورية في طريقها نحو الرقة متجهة الى مدينة الطبقة الاستراتيجية حيث يوجد مطار عسكري احتله الإسلاميون في 2014. وفي ذات الوقت تهاجم قوات التحالف الكردي – العربي مدينة منبج على بعد مئة كلم عن الرقة.

من وجهة النظر العسكرية – تعتبر هذه عملية عسكرية مثالية تهدف إلى وضع العدو في كماشة. ولكن الأهداف والغايات للهجوم مختلفة تماما. لأن من سيدخل الرقة أولا سيكون سيد الموقف في سوريا. والتنافس هنا، على الرغم من غرابة ذلك، ليس بين القوات المحلية، بل بين روسيا والولايات المتحدة اللتين تبقيان بمثابة اللاعبين الرئيسيين في ساحة القتال السورية وفي الشرق الأوسط بشكل عام.

الوضع في سوريا حاليا يشبه وإلى حد كبير الوضع الذي كان سائدا في ألمانيا في ربيع 1945، حينذاك كان مصير أوروبا أيضا في يد من سيدخل أولا إلى برلين- الجيش السوفيتي أو القوات الأمريكية.

في تلك المعركة كانت الغلبة للمارشال جوكوف الذي سبق الجنرال ايزنهاور ودخل برلين وتم رفع العلم الأحمر في الرايخستاغ في برلين.

وعلى الرغم من أن كيفية تقسيم أوروبا تقررت في يالطا وترسخت النتائج في مؤتمر بوتسدام إلا أن دخول الروس أولا إلى برلين أعطى الاتحاد السوفيتي فرصة فرض الشروط الملائمة له.

نفس الأمر يتكرر تماما فيما يتعلق بمدينة الرقة في الشمال السوري. سقوط الرقة سيسمح “للحلفاء” بتقسيم أراضي سوريا وسينال المنتصر، محرر الرقة، فرصة فرض الشروط الملائمة له.

وفي مجال تعليقه على الموضوع قال العقيد أناتولي ماتفيتشوك المستشار السابق في أكاديمية الأركان العامة السورية:” نحن نحتاج للرقة كانتصار سياسي بالمقام الأول. ونفس الأمر تمثل في تحرير تدمر أو لو تمكن الجيش السوري من تطهير حلب بمساعدة القوة الجوية الروسية. من الصعب التكهن بنتائج هذه العمليات وكيف كان سيكون مصير الرئيس بشار الأسد لولا الدعم العسكري الروسي. الآن يتركز الحديث بشكل أساسي ليس عن المستقبل السياسي للأسد بل على توجيه ضربة ماحقة ضد داعش. ولو تمكن الجيش السوري من تحرير الرقة سيعني ذلك حشر الإسلاميين في الزاوية القاتلة ودفعهم نحو الركوع والاستسلام.

على الأقل في سوريا، ستتقلص نشاطاتهم إلى أدنى حد ممكن وسيفقدون أي دعم من جانب السكان وسيسمح هذا النصر للرئيس الأسد  بالتحدث مع المعارضة والأكراد وهو يملك موقفا أقوى في مجال التفاوض”.

سيريان تلغراف

Exit mobile version