نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” مقالا عن الصراع الدائر بين “القاعدة” و”داعش” من أجل فرض السيطرة في سوريا.
جاء في مقال الصحيفة:
عقد في فيينا الثلاثاء 17 مايو/أيار الجاري لقاء المجموعة الدولية لدعم سوريا، الذي حضره وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف. حيث ناقش الدبلوماسيون سبل استئناف الحوار السوري–السوري، في حين يزداد الوضع في الشرق الأوسط تعقيدا، ويحاول تنظيم “القاعدة” استعادة المبادرة، ولقب التنظيم الإسلامي الرئيس في العالم، بإنشاء نقطة انطلاق في سوريا لشن الهجمات على أوروبا والولايات المتحدة.
كما ناقش المشاركون في لقاء فيينا مسألة الالتزام باتفاق الهدنة وضمان وصول المساعدات الإنسانية ومسألة الحوار السوري-السوري، الذي وصل إلى طريق مسدود. ووفق وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، فإن الهدف الأساس من لقاء فيينا هو تعجيل عملية تسوية الأزمة السورية.
في هذه الأثناء، تواجه المفاوضات صعوبات جديدة؛ حيث لا يزال القتال مستمرا في منطقة حلب، ويقدم المراقبون تقاريرهم عن خرق الهدنة.
وتشير صحيفة “نيويورك تايمز” إلى عامل آخر، يمكنه تعقيد الأمور أكثر، وهو – نشاط “القاعدة”، التنظيم الذي أصابه الضعف نتيجة الضربات الجوية، التي تعرض لها في باكستان بطائرات من دون طيار. فقد قرر “القاعدة” إنشاء رأس جسر في سوريا، وأرسل محاربيه القدماء إلى قواعد فروعه وقواعد “جبهة النصرة” التي تقاتل في سوريا؛ حيث ينويان، بحسب معطيات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية تأسيس إمارة. ولا سيما أن “القاعدة” يَعُد سوريا أفضل نقطة لتوجيه الضربات في أوروبا والولايات المتحدة.
غير أن منافسا قويا لـ “القاعدة” يوجد في سوريا هو “داعش”، كما يقول تشارلز ليستير، الباحث في معهد الشرق الأوسط الأمريكي. ويضيف أن أهداف وأسلوب التنظيمين مختلفان. فبينما يتميز تنظيم “القاعدة” بالعقلانية في عملياته، وينشر نفوذه بتأن، ويحاول الاتصال بمجموعات المعارضة التي تحارب ضد قوات النظام؛ يتصرف “داعش” بعنف شديد وقسوة.
والمراقبون، من جانبهم، واثقون من أن “القاعدة” لن يتمكن من إنشاء إمارة على أرض قد أُعلنت فيها “دولة الخلافة”، التي يحارب في صفوفها ما بين 19 و25 ألف مسلح، إضافة إلى 5-10 آلاف مسلح يحاربون إلى جانب “جبهة النصرة”.
بدوره، يقول فينيامين بوبوف، مدير مركز شراكة الحضارات في معهد الدراسات الدولية في موسكو، إن “القاعدة” سيخسر المنافسة مع “داعش” وهو قلق جدا من ذلك. لذلك بدأ يحاول جذب الأنظار إليه، بهدف استعادة نفوذه السابق.. ولكننا لا نرى أي اختلاف واضح بين التنظيمين. فالتنظيمان إرهابيان ويقتلان المدنيين. والمهمة الأساسية هي كيفية تدميرهما؛ لأنه بعكس ذلك لن يحل السلام في سوريا”.
أما مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان، فقال في مقابلة مع قناة “إن بي سي” “نحن قضينا على القسم الأكبر” من “القاعدة”. أما إيران، فأفرجت عن خمسة من أعضاء “القاعدة” بموجب اتفاقية سرية مع فرعها في اليمن، بحسب “نيويورك تايمز”.
كذلك، بدأت تركيا تنشط في محاربة “داعش” على خلفية التفجيرات التي وقعت في مدنها. فقبل أيام، اعتقلت قوات الشرطة، خلال عمليات دهم قامت بها في محافظة معمورة العزيز الواقعة شرق الأناضول، أحد قادة التنظيم وجلاده ومعهما سبعة آخرين.
ولا يسيطر تنظيم “داعش” حاليا إلا على مدينتين كبيرتين فقط، هما – الموصل في العراق والرقة في سوريا. وتشير “رويترز”، استنادا إلى مصادر في البنتاغون، إلى أن عسكريين من الولايات المتحدة متأكدون من تحرير المدينتين قريبا؛ حيث تنفذ الطائرات الأمريكية غارات جوية يومية على مواقع في الموصل.
من جانبه، يقول مصدر دبلوماسي روسي إن الحرب ضد الإرهابيين لن تكون لها نتيجة من دون نجاح الحوار السوري–السوري؛ حيث لا يتوقع أن تستأنف مفاوضات فيينا قبل الـ20 من الشهر الجاري.
وكما يؤكد بوبوف، فإن “المهمة الأساسية لهذه الاستشارات، هي استئناف مسار فيينا، لكي لا يحدث توقف في الحوار السوري–السوري، وأن تحاول جميع الأطراف حل المشكلات معا. وتتوقف على هذه الأعمال التحضيرية سرعة استئناف الحوار”.
سيريان تلغراف