تناولت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” مسألة “المعارضة السورية المعتدلة” مشيرة إلى أنها من اختراع لندن.
جاء في مقال الصحيفة:
تنتشر الشائعات منذ زمن بعيد حول استخدام بريطانيا خبرتها الاستعمارية الكبيرة في تدخلها النشيط في الحرب الأهلية السورية.
فلندن تدعو بحماس إلى دعم ومساندة ما يسمى “المعارضة المعتدلة” في سوريا، واعتبارها “بديلا وحيدا مقبولا” عن “داعش” ونظام الرئيس الأسد.
وقد اتضح الآن أن هذه المعارضة التي تقدمها بريطانيا بأنها “الوحيدة المتكاتفة والقادرة ” هي مجرد شبح. وأن استراتيجيي الحرب الإعلامية الماكرين هم الذين ابتكروها من قبل. وأن السلطات البريطانية كانت تقوم بحملة سرية لتضليل المجتمع الدولي، وهي تحاول الآن إقناع المجتمع الدولي بوجود معارضين “جيدين”. أي بمعنى آخر، إنها تتاجر بملابس غير مرئية للملك العاري.
ونشرت صحيفة “الغارديان” مقالا مثيرا عن كيفية فعل ذلك، جاء فيه أن المقاولين الذين استأجرتهم وزارة الخارجية البريطانية بموافقة وزارة الدفاع (بينهم من يعمل في تركيا) يحضرون صورا وأشرطة فيديو تكون خيالية أحيانا من إخراجهم وينشرونها مرفقة بتعليق باسم “المعارضة المعتدلة”. وتُنشر هذه المواد في شبكة الانترنت من دون أي ذكر لعلاقة الحكومة البريطانية بها. وعموما، فقد أنفقت لندن منذ بداية هذه العملية السرية عام 2013 حتى الآن نحو 2.5 مليون جنيه إسترليني (3.6 ملايين دولار).
ووصل الأمر إلى حد طلبت فيه السلطات من المقاولين “إيجاد وإعداد سكرتير صحافي قادر على التحدث باسم المعارضة المعتدلة”. وأيضا “إنشاء مركز إعلامي وإدارة عمله على مدى 24 ساعة يوميا”. فمثلا، يسيطر على عمل المركز الصحفي لـ “الجيش السوري الحر” البريطانيون بالكامل.
وتنشر “الغارديان” مقابلة صحافية مع أحد المقاولين، الذي وافق لأسباب معينة كشف العمليات السرية التي تقوم بها لندن؛ حيث يقول هذا المقاول إن الحكومة البريطانية “تراقب بصرامة سير العمل”، وإن ممثلي الدوائر الدبلوماسية ووزارة الدفاع البريطانية يلتقون عدة مرات في الأسبوع بالعاملين، ويحرصون جيدا على عدم ظهور أي إشارة إلى علاقتهم بهذا العمل. وهذا ليس أمرا غريبا، إذا تبين أن من بين الزبائن متطرفين إسلامويين.
وتضيف الصحيفة أن الدعم المعلوماتي وغيره يقدَّم إلى مجموعات مثل “جيش الإسلام” و”حركة الحزم” التي حُلت، ووقعت جميع معداتها العسكرية، ومن بينها الأسلحة المضادة للدبابات الأمريكية الصنع، في أيدي مسلحي “جبهة النصرة” الإرهابية.
وتعتقد “الغارديان” أن لندن تُعدُّ الحرب الإعلامية في سوريا كسبب احتياطي لتدخل عسكري محتمل فيها مستقبلا.
سيريان تلغراف