Site icon سيريان تلغراف

ترود : ستالينغراد السورية .. الأسد يعد عشية 9 مايو بإحراز النصر في حلب

نشرت صحيفة “ترود” مقالا حول المعارك الدائرة على مقربة من حلب، أشارت فيه إلى أن النجاح، التي حققه الجيش السوري والروسية، أرعبت سلطات ألمانيا والولايات المتحدة والرئيس التركي.

جاء في مقال الصحيفة:

أرعبت الانتصارات التي حققتها القوات السورية والقوات الجو-فضائية الروسية من قبلُ في ريف حلب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والسلطات الأمريكية والرئيس التركي.

وقد هنأ الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس فلاديمير بوتين والشعب الروسي في برقية أرسلها إلى الرئيس الروسي، بمناسبة عيد النصر، وأكد فيها أن الإنجاز العظيم للشعب الروسي سيكون ملهما لأجيال عديدة وعلى مدى قرون.

وجاء في البرقية أن “مدينة حلب اليوم كبقية المدن السورية الأخرى تشبه ستالينغراد.. وبغض النظر عن وحشية العدو وحجم الضحايا وآلام مدننا وقرانا وشعبنا وقواتنا المسلحة، فإننا سوف نحقق الانتصار لخير سوريا والسلام في المنطقة”.

هذا، وقد أصبح معلوما أن استعراضا عسكريا سيقام في قاعدة حميميم السورية، احتفاء بيوم النصر 9 مايو/أيار على النازية الألمانية.

يجب القول إن محافظة حلب كانت قبل نشوب الحرب أكثر المحافظات السورية تطورا، وتميزت كثافة سكان عالية، وكانت عاصمتها مدينة حلب الأضخم بين المدن السورية؛ حيث تجاوز عدد سكانها مليوني نسمة، وكانت تُعدُّ عاصمة الصناعة السورية.

ولكنها لوقوعها على تقاطع طرق بين تركيا والعراق، كانت تصل اليها أسلحة وفصائل مسلحة. ما تسبب في نشوب عدة معارك شديدة، أدت في النهاية الى انسحاب القوات الحكومية وسيطرة “داعش” و”جبهة النصرة” عليها.

بيد أن القيادة السورية تدرك اهمية موقع المدينة الاستراتيجية؛ لذلك، شنت القوات الحكومية عدة هجمات لاستعادتها من الإرهابيين؛ ولكن تدخل الجيش التركي والهجمات التي يشنها الإرهابيون على جبهات أخرى أفشلت هذه الهجمات.

وفيما بعد، حاولت القوات السورية بمساعدة القوات الإيرانية الخاصة ومقاتلين من “حزب الله” اللبناني في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015 تحرير حلب؛ حيث جرت خلالها معارك طاحنة ذهب ضحيتها الجنرال الإيراني حسين همداني.

غير أن الأوضاع تغيرت بصورة واضحة بعد أن بدأت طائرات القوة الجو–فضائية في شن غارات على البنى التحتية للإرهابيين، وتوفير غطاء جوي للقوات السورية، وهذا يتضح من التقدم الذي أحرزته القوات السورية والقوات الرديفة، التي حاصرت المدينة بحلول شهر فبراير/شباط 2016. كما سيطرت القوات السورية على قرية حردتنين الواقعة شمال حلب وتسيطر على الطريق المؤدي الى تركيا.

وسيطرت القوات السورية أيضا على مدينة خناصر الواقعة على مقربة من حلب. كما نشطت الفصائل الكردية في الخطوط الخلفية للإرهابيين، وبدأت هجومها على مدينة تل رفعت الواقعة شمال حلب؛ ما تسبب في وقوع الإرهابيين في كماشة القوات السورية من جهة، والفصائل الكردية من الجهة الثانية.

كذلك، أرعبت انتصارات القوات الحكومية والقوات الجو-فضائية الروسية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي قالت في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو:  “نحن لا نشعر بالصدمة فقط، بل وقلقون جدا على مصير ومأساة عشرات الألوف من الناس الذين يتعرضون للقصف المدفعي وقصف الطائرات الروسية”.

كما أعربت السلطات الأمريكية بدورها عن قلقها من الانتصارات التي تحققها القوات السورية.

أما في تركيا، فكاد الذعر أن يدب في الأوساط الحكومية؛ ما اضطر أردوغان إلى إصدار أوامره إلى الجيش بقصف مواقع الفصائل الكردية بالمدفعية بعيدة المدى.

واضطرت روسيا تحت الضغط الغربي إلى اعلان الهدنة في 27 فبراير/شباط الماضي، على الرغم من أن الانتصار النهائي كان قريبا. ذلك، لأن تحرير حلب يعني فشل سياسة أردوغان تجاه سوريا، التي ينتهجها منذ خمس سنوات. في حين أنه بالنسبة لدمشق يعني تحولا كبيرا في الحرب؛ لأن القوات السورية بفرضها السيطرة على المدينة، كانت ستقطع طريق وصول الأسلحة والمقاتلين إلى المجموعات الإرهابية.

لكن القتال، بعد إعلان الهدنة، تحول إلى مدينة تدمر الأثرية التي حُررت مؤخرا.

جدير بالذكر، أن واشنطن وموسكو اتفقتا على وقف إطلاق النار في حلب لمدة 24 ساعة يوم 3 مايو/أيار الجاري، ولكن مسلحي “جبهة النصرة” خرقوا الاتفاق. وخوفا من استئناف الطائرات الروسية غاراتها، أعلن ممثل إحدى المجموعات التابعة للجيش السوري الحر أن ضواحي حلب تقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر، الذي يعتبره الغرب معارضا شرعيا للنظام السوري، وأن مسلحي “جبهة النصرة” غير موجودين في المدينة.

سيريان تلغراف

Exit mobile version