عرضت روسيا على الأمم المتحدة ضم جماعتي ” أحرار الشام” و” جيش الإسلام” المدعومتين من السعودية، إلى قائمة المنظمات الإرهابية.
جاء ذلك في مقالة كتبها ألكسندر مدفيديف وذكر فيها أن ذلك سيعني توقف المفاوضات في جنيف بشكل كلي أو استمرارها بدون المعارضة السورية.
وأشار إلى أن السلطات السورية والمجموعة الجوية الروسية لا تنويان على ما يبدو وقف القصف الجوي لمناطق سيطرة المعارضة ، على الرغم من الضغوط الغربية.
من جانبه برر المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، طلب موسكو، بأن ” أحرار الشام” و” جيش الإسلام” ينتهكان باستمرار وقف إطلاق النار في سوريا وشدد على أن الجماعتين المذكورتين على ارتباط وثيق بتنظيمي “داعش” و”بالقاعدة” الواردين في قائمة الأمم المتحدة السوداء. وترى موسكو أن ” أحرار الشام” و” جيش الإسلام” يتلقيان الدعم العسكري و المالي والفني المادي واللوجستي من التنظيمات الإرهابية الأخرى ولذلك يجب أن يضافا إلى قائمة الأمم المتحدة الخاصة بالمنظمات الإرهابية.
ولكن الاقتراح الروسي قد يتسبب بانهيار نظام وقف النار الهش أصلا وانهيار مفاوضات جنيف التي دخلت الأسبوع الماضي في طريق مسدود، ومن المعروف أن الناطق الرئيسي باسم اللجنة العليا للمفاوضات محمد علوش، هو من أعضاء ” جيش الإسلام” ولذلك ضم هذا التنظيم إلى القائمة السوداء، سيحول علوش وبشكل آلي إلى إرهابي.
وفي مجال تعليقها على الموضوع نوهت المستشرقة يلينا سوبونينا بأنه يتسم بالمجازفة وقالت :” في هذه الحالة سيرفض جزء كبير من المعارضة الذهاب الى جنيف بتاتا لأنه مرتبط بشكل وثيق مع هذين التنظيمين. بالإضافة لذلك لا يوجد اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة حول الموضوع”.
وأشارت إلى أن اقتراح موسكو، مبرر لأنه بات يجب وضع الحدود والفوارق بين المعارضة والإرهابيين. هناك حاجة للوضوح في موضوع الفصل بين الإرهابي والمنشق في سوريا وبالتالي تحديد مع من يمكن التعاون.
ومن جانبه أعلن رئيس معهد الديانات والسياسة الكسندر إيغناتينكو ، أن موافقة مجلس الامن الدولي على الاقتراح الروسي ستعني، استمرار المفاوضات في جنيف بدون قسم كبير من ” قائمة الرياض” التي تضم ممثلين عن ” أحرار الشام” و” جيش الإسلام”. كل ذلك يعني أن المفاوضات في جنيف ستستمر بدون مشاركة اللجنة العليا للمفاوضات بل بمشاركة قائمة ” حميميم” وقائمة ” موسكو – القاهرة” وربما كذلك بمشاركة الأكراد وهذا يعني تقرير مصير سوريا بدون اللجنة العليا للمفاوضات. ويلفت النظر أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف كان قد أعلن أنه سيجري استئناف مفاوضات جنيف يوم 10 مايو/ أيار ولكن مكتب دي ميستورا أعلن أن موعد المشاورات غير معلوم وكذلك من سيشارك فيها.
وأعلن عضو اللجنة العليا للمفاوضات جورج صبرا أن وفدها لن يعود إلى جنيف حتى تلبى مطالب الثوار. وقال:” لا يجوز المشاركة في المفاوضات في حين يموت السوريون على أيدي الأسد و الجوع والقصف”. وشدد على ضرورة وقف القصف الجوي والقتال وتحديد مصير الرئيس الأسد.
ويوم أمس تحدث المبعوث الأممي أمام اعضاء مجلس الامن الدولي في جلسة مغلقة عقدت على خلفية أنباء ذكرت مقتل 30 مدنيا في حلب.
وفي يوم الاثنين الماضي التقى قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة في هانوفير واتفقوا على ممارسة الضغط عير المباشر على روسيا وإيران لكي تدعما الهدنة. ولكن وعلى ما يبدو لا تنوي دمشق ولا موسكو وقف العمليات العسكرية وتزعم الاستخبارات الأمريكية بأن نظام الأسد يعد لهجوم كبير ويقوم بنقل وتجميع المعدات العسكرية الروسية والإيرانية الثقيلة.
وكان وزير الدفاع سيرغي شويغو قد أعلن أن ما تبقى من القوة الجوية الروسية سيواصل قصف الجماعات الإرهابية.
وبفضل القصف الجوي الروسي تمكن الجيش الروسي من استحواذ زمام المبادرة في كل الجبهات والاتجاهات الرئيسية وتمكن الجيش السوري من تحرير 500 مركز سكني وأكثر من 10 آلاف كلم من الأراضي.
وعلى الرغم من كيل المديح على التعاون الروسي – الأمريكي في سوريا إلا أن هذا التعاون يبدو ناجحا فقط على الورق ومن الواضح أن الخلافات لا تزال قائمة ولم تندثر. لقد انتقدت روسيا نشر الولايات المتحدة لقواتها داخل سوريا ووصفت ذلك بالعمل غير المشروع- قبل ذلك أعلن الرئيس باراك اوباما عن إرسال 250 عسكريا إلى سوريا.
سيريان تلغراف